أبو دية: نور الدين أمير فنان متميز جداً، درس تصميم الأزياء وشارك في متحف إيف سان لوران في مراكش ومؤسسة إيف سان لوران في باريس. تميزه يأتي أيضاً من كونه يعيد الحياة إلى الحرف اليدوية من خلال تعاونه في أعماله مع مجموعة من الحرفيين. قام بالعمل على قطعة فنية خاصة بنا، حيث أشرف على مجموعة من الحرفيين في ورشته، وأرشدهم نحو نسج عناصر معينة في هذه القطعة.
أرى أن هذا ينسجم تماماً مع ما يسعى المعرض إلى إبرازه، خاصة من خلال قسم الحرف اليدوية: يولي الفنانون المعاصرون أهمية كبيرة للحرفيين المحليين، ويوفرون لهم منصة للتعبير عن أنفسهم بما يتجاوز ما يصنعونه عادةً في ورشهم. إنهم جزء من سردية أكبر تروي قصة الحرف المغربية من منظور جمالي.
كذلك حسن حجاج، وهو فنان مغربي آخر يتعاون مع الحرفيين، لكن أعماله غير موجودة في المعرض. يساهم حجاج في الاقتصاد المحلي من خلال توظيف الحرفيين المغاربة في ورشته بدلاً من استقدام عمالة خارجية، مما يتيح لأبناء المجتمع إدراك مدى أهمية مساهمتهم في ثقافتهم. ولهذا السبب أردت تضمين هذا القسم الأخير في المعرض.
س: هلّا حدثتنا عن كتالوج المعرض وما يتضمنه، بالإضافة إلى تفاصيل المعرض نفسه؟
أبو دية: لقد جاء تصميم الكتالوج أشبه ما يكون بألبوم لأننا لم نتمكن من تضمين جميع القطع المعروضة فيه. كان من الصعب علينا تصوير كل القطع التي ستأتي من المغرب، لكن مع ذلك، تظهر الكثير من القطع في الكتالوج. لقد مثّل الأمر فرصة عظيمة لنشر صور جميع المجموعات من متاحف قطر، بما فيها متحف الفن الإسلامي. فلدينا حوالي 150 قطعة في المجموع.
بالإضافة إلى عرض صور قطع المعرض، يفرد الكتالوج مساحة للأبحاث التي أجريتُها على القطع. ولكل قطعة سجلّ خاص بها، ولا سيما القطع التاريخية والمجوهرات والصور الفوتوغرافية. أعتقد أن هذا سيتيح للجمهور معرفة المزيد عن القطع وتاريخها، وقراءة النقوش وفحص التفاصيل. الأمر الذي قد يساهم بدوره في تكوين صورة أعمق لدى الزوار حول تاريخ المغرب وتراثه الإسلامي، وهو ما لا أستطيع نقله إليهم بالكامل من خلال المعرض نفسه كون هذا سيجعل الجولة أطول بكثير.