من رحم الحاجة للبقاء، وُلدت ألعاب الصيد، لتصبح من بين أقدم الرياضات التي عرفها الإنسان. فمن استخدامات الأسلحة النارية والقوس والنشاب، نشأت رياضة ارتبطت ممارستها بعليّة القوم. وتشير شواهد التاريخ إلى أن العصر الروماني القديم كان قد شهد ممارسة رياضة الصيد.
يُظهر هذا النموذج الشاه عباس، المعروف باسم عباس الكبير، وهو يمارس الرماية من على ظهر الخيل. كان الشاه عباس من أبرز حكّام الإمبراطورية الصفوية في بلاد فارس خلال الفترة من 1588 إلى 1629. يذكر التاريخ الشاه عباس كأحد أعظم الملوك في التاريخ الإيراني، وذلك بفضل إصلاحاته الثقافية والسياسية والعسكرية التي ساهمت في توطيد حكمه وإرساء دعائم الإمبراطورية الصفوية.
لم يكن الشاه عباس فارساً فحسب، بل كان أيضاً راعياً للفنون، والعمارة، والحرف اليدوية، والتجارة. وفي عهده، شهدت الإمبراطورية الصفوية ازدهاراً ملحوظاً للفنون الفارسية، تجلى في التطورات التي شهدها الرسم المصغر، والخط، وصناعة الخزف، ونسج السجاد، والعمارة، والأدب.