Image of the model of Shah Abbas at the Global History of Sport gallery at QOSM. Photo courtesy of 3-2-1 Qatar Olympic and Sports Museum ©2025.

إضاءة على قاعة عرض: الرماية على ظهور الخيل؛ رياضة العظماء

11 مارس 2025

فريق المكتبة في 3-2-1 متحف قطر الأولمبي والرياضي

تضم صالة عرض التاريخ العالمي للرياضة في 3-2-1 متحف قطر الأولمبي والرياضي نموذجاً لأمير فارسي يُعد أسطورة في رياضة الصيد والفروسية.

المشاركة مع صديق

من رحم الحاجة للبقاء، وُلدت ألعاب الصيد، لتصبح من بين أقدم الرياضات التي عرفها الإنسان. فمن استخدامات الأسلحة النارية والقوس والنشاب، نشأت رياضة ارتبطت ممارستها بعليّة القوم. وتشير شواهد التاريخ إلى أن العصر الروماني القديم كان قد شهد ممارسة رياضة الصيد.

يُظهر هذا النموذج الشاه عباس، المعروف باسم عباس الكبير، وهو يمارس الرماية من على ظهر الخيل. كان الشاه عباس من أبرز حكّام الإمبراطورية الصفوية في بلاد فارس خلال الفترة من 1588 إلى 1629. يذكر التاريخ الشاه عباس كأحد أعظم الملوك في التاريخ الإيراني، وذلك بفضل إصلاحاته الثقافية والسياسية والعسكرية التي ساهمت في توطيد حكمه وإرساء دعائم الإمبراطورية الصفوية.

لم يكن الشاه عباس فارساً فحسب، بل كان أيضاً راعياً للفنون، والعمارة، والحرف اليدوية، والتجارة. وفي عهده، شهدت الإمبراطورية الصفوية ازدهاراً ملحوظاً للفنون الفارسية، تجلى في التطورات التي شهدها الرسم المصغر، والخط، وصناعة الخزف، ونسج السجاد، والعمارة، والأدب.

na

صورة أمامية لنموذج الشاه عباس خلال مشاركته في الرماية على ظهر الخيل في صالة عرض التاريخ العالمي للرياضة. حقوق الصورة: 3-2-1 متحف قطر الأولمبي والرياضي ©2025.

يُعرض هذا النموذج بين مجموعة من المعروضات الأخرى التي تروي تاريخ الألعاب والرياضات، وقد صُمم خصيصاً ليجسد الرياضة الأكثر شعبية بين طبقة النبلاء في إيران الصفوية، التي كان يُعد الصيد فيها رمزاً للقوة والمهارة والمكانة الاجتماعية الرفيعة. وفّرت رحلات الصيد فرصاً للترفيه والتسلية وتعزيز الصداقة بين النخبة. كما كانت تُستخدم كساحة تدريب لتنمية المهارات العسكرية مثل الرماية والفروسية.

في هذه الرحلات، تنوعّت الطرائد لتشمل الغزلان، والظباء، والخنازير البرية، والذئاب، والدببة، وبنات آوى، والثعالب. كما تعددت أساليب الصيد التي طبقها ممارسو هذه الرياضة، حيث ضمت المطاردات على ظهور الخيل والسير على الأقدام، واستخدام الجوارح المدربة لصيد الطيور.

لم يكن الصيد في إيران الصفوية مجرد نشاط ترفيهي، بل حمل أيضاً دلالات رمزية عميقة تجسد سلطة الحاكم وقوته. تجلّى تصوير الصيد ومشاهده في مختلف أشكال الفن الصفوي، مثل الرسم المصغر، والمنسوجات، والفخار، والمشغولات المعدنية.