إضاءة على المقتنيات: الأسطرلاب

ما هو الأسطرلاب؟

الأسطرلاب هو أداة فلكية شخصية اخترعت في اليونان القديمة بين عامي 150 و220 قبل الميلاد. يعود أصل الكلمة إلى الكلمة اليونانية "astolabos" والتي تعني "لاقط النجوم". وقد طوّر العرب هذه الأداة في القرن الثامن، وأبدعوا فيها وفي زخرفتها وتزيينها بأسماء النجوم العربية. وطوال القرن الحادي عشر، كان الأسطرلاب بالنسبة للأثرياء والمتعلمين بمنزلة الكمبيوتر الشخصي والساعة والبوصلة، إضافة إلى استخداماته الأخرى المتعددة. الأمر الذي يجعله أشبه بتطبيقات الهواتف الذكية في عصرنا الحالي.

استُخدم الأسطرلاب في عدد من العمليات الحسابية منها تحدبد الوقت من خلال مراقبة مواقع النجوم والشمس، وتحديد اتجاه القبلة نحو مكة المكرمة، وتحديد الأبراج.

كيف يعمل؟

يجمع الأسطرلاب بين الجمال الاستثنائي والأداء الوظيفي الاحترافي سواء في الصناعة أو النقش، ما يجعله قطعة فنية آسرة وتحفة حقيقية.

القطعة الأثرية في متحف الفن الإسلامي

يحتضن متحف الفن الإسلامي ضمن مجموعته من الأسطرلابات واحداً من أقدم القطع التي يعود تاريخها إلى القرن العاشر الميلادي.

تم توقيع هذا الأسطرلاب على طول الحافة الكائنة في ربع الجزء السفلي الأيسر: "صنعه أو صناعة حامد بن الخضر الخُجندي في عام 374هـ (984–985م). على الرغم من عدم وجود ما يشير إلى مكان صنع الأسطرلاب، أو اسم الشخص الذي كلَّف بصنعه، إلا أن الخُجندي كان صانعاً بارزاً للأدوات الفلكية، وكان عالماً في الفلك والرياضيات، له صلة بمدينة الري (مدينة بالقرب من طهران) حيث صنع لراعيه، فخر الدولة، حاكم إيران البويهي (حكم من 366 إلى 387هـ / من 977 إلى 997م، آلة سدسية كبيرة لرصد انحراف مسار الشمس.

تشكل هذه القطعة جزءاً من مجموعة شكلها مقتني الأعمال الفنية الكويتي جاسم الحميضي. بدأ الحميضي في جمع قطع الفن الإسلامي في الستينيات مع التركيز بشكل أساسي على الأعمال الفنية من القرن التاسع إلى القرن السادس عشر الميلادي. تعرضت مجموعته لعمليات نهب وخسارة كبيرة خلال حرب الخليج. عندما أجبر على دفن مجموعته وإخفائها وتركها في الكويت. ومن اللافت للنظر نجاة 44 قطعة من قطعه المدفونة، حيث تم استردادها بمساعدة رسمية من مجلس الأمن. من بين القطع التي جمعها الحميضي، هناك مجموعة من التحف المعدنية كالأسطرلابات التي يعود تاريخها للعصور الوسطى، وحصل الحميضي على غالبية هذه التحف المعدنية من المجموعة الخاصة لآلان بريو.

يعتبر هذا الأسطرلاب قطعة استثنائية، فهو قطعة من أصل اثنتين قام الحميضي شخصياً بتهريبهما من الكويت عندما أجبر على الفرار من البلاد خلال حرب الخليج. في عام 1999، حصل متحف الفن الإسلامي رسمياً على هذه القطعة، بالإضافة إلى روائع معدنية أخرى.

لبنى زيدان هي أخصائية تحرير محتوى أولى في متاحف قطر

شاهد القطعة عن قرب

اكتشف هذا الأسطرلاب الرائع في قاعة العرض 5 في متحف الفن الإسلامي! خطط لزيارتك الآن لرؤية هذه القطعة عن قرب، بالإضافة إلى الروائع البارزة الأخرى من مجموعة المتحف الدائمة.