Insert alt text
جميع القصص
الباحثون

إضاءة على المقتنيات: سِتارة الكعبة

9 مايو 2023

لبنى زيدان

تستكشف قاعة العرض الجديدة عن الحياة الدينية في متحف الفن الإسلامي الممارسات الدينية في العالم الإسلامي والتقاليد الفنية المرتبطة بها. وتشّكل الستارة، أو كسوة باب الكعبة، القطعة المركزية في قاعة العرض 3.


المشاركة مع صديق

تضم مقتنيات متحف الفن الإسلامي النسيجية بعضاً من أجمل نماذج السجاد والأقمشة من جميع أنحاء العالم. بما فيها هذا الجزء من كسوة الكعبة، وهي قطعة من القماش تُكسى بها الكعبة المشرفة في مكة المكرمة، أكثر الأماكن قدسية في العالم الإسلامي. تعود ستارة الكعبة إلى أواخر الحقبة العثمانية في منتصف القرن التاسع عشر. كان تغيير هذا القماش يتم كل عام، وهو تقليد يُقام بالتزامن مع عيد الأضحى المبارك.

تتكوّن الكسوة الكاملة من عدة أجزاء من القماش الفاخر المطرز بشكل جميل، وتشكّل ستارة باب الكعبة، كتلك القطعة المعروضة في متحف الفن الإسلامي، الجزء الأكثر زخرفة من الكسوة، وهي تُعلَّق فوق أبواب الكعبة.

بالإضافة إلى أهميتها الروحية، فإن كل كسوة من كسوات الكعبة تعتبر عملًا فنياً بحد ذاتها، حيث توشّى بتطريزات بديعة وتصاميم تعكس غنى التراث الثقافي للفترة الزمنية والمكان الذين صنعت فيهما، لتربطها بالعالم الإسلامي بأسره أيضاً.

تشير المصادر التاريخية إلى أن كسوات الكعبة التي تعود إلى الفترة الأيوبية (القرن السادس الهجري/ الثاني عشر الميلادي) كانت تصنع في القاهرة في كل عام، وترسل هدية على محمل على رأس مواكب الحجاج المتجهة إلى مكة.

Insert text here

منظر لستارة الكعبة تعود إلى أواخر الحقبة العثمانية معروضة في قاعة العرض 3 في متحف الفن الإسلامي. الصورة © متحف الفن الإسلامي، الدوحة

في عام 1233هـ/ 1817م، أنشأ الحاكم العثماني محمد علي باشا ورشة خُصصت لصناعة كسوة الكعبة، وسُميت بدار الكسوة. وقد واصلت هذه الورشة إرسال المنسوجات إلى مكة والمدينة حتى عام 1927، حيث بدأت صناعة الكسوة في مكة المكرمة ذاتها.

وفي يومنا هذا، يعد بيت الكسوة الشريفة المؤسسة الرسمية التي تتولى صناعة كسوة الكعبة كل عام، إذْ تُستخدم خيوط الذهب الخالص لخياطة عدة قطع من القماش الأسود. كانت المنسوجات العثمانية، مثل هذه القطعة الموجودة في متحف الفن الإسلامي، تنسج معاً بخيوط معدنية مذهبة. ويتواصل تطريز الكسوة يدوياً إلى يومنا هذا، وباستثناء التاريخ المطرز على الستارة الذي يتغير كل عام، تبدو التطريزات المعاصرة المكررة من سنة إلى أخرى متطابقة. ويقتصر هذا التماثل في التصاميم على عصرنا. فقد اختلف التصميم والتزيين قليلاً من كسوة إلى أخرى، وخاصة ستارة الباب، في العهد العثماني.

خطط لزيارة متحف الفن الإسلامي وشاهد الستارة المعروضة في قاعة "الحياة الدينية في العالم الإسلامي" إلى جانب كنوز أخرى موجودة ضمن مجموعة المتحف الدائمة.

استكشف قاعات العرض