Insert text here
جميع القصص

بعيون المرأة: حوار مع ثلاث فنانات

23 يناير 2024

أجرى المقابلة حصة الهتمي ومحمد آل ثاني

أتاحت برامج الفن العام النابضة بالحياة، التي تقودها متاحف قطر، الفرصة أمام الفنانين من جميع أنحاء البلاد والمنطقة للتعبير عن مكنوناتهم، سواء على القماش أو في الأماكن العامة. تحدثنا إلى ثلاث من رسامات الجداريات المميزات، اللواتي يسطّرن بفنهن قصصهن الفريدة ورؤاهن الإبداعية على صفحات المشهد الثقافي

المشاركة مع صديق

فاطمة الشرشني، وهدى باسهل، وندى خوزستاني؛ ثلاث فنانات قطريات يجمعهن تقديرهن الكبير لما يحمله فنهن من تأثير على المجتمع، والإيمان بقدرة الفن على بناء الثقافات وترسيخ فهم أعمق للإنسانية. تحرّك أعمالهن الأحاسيس، وتحفز الأفكار، وتلهم الآخرين للشروع في رحلاتهم الإبداعية الخاصة. وسواء عبر الجداريات أو الخط العربي، يمتد فنهن مثل جسر يربط بين القلوب والعقول من خلال سحر الكلمات والثقافة.

كجزء من برنامج "جداري آرت" الذي أطلقته متاحف قطر، قامت كل فنانة منهن برسم جدارياتها، ويمكن رؤية أعمالهن الفنية في أماكن مختلفة في الدوحة، مثل مطافئ، وحديقة بريد قطر. تحدثنا إليهن عن مصادر إلهامهن، وما الذي يحفزهن للإبداع، وما قد يحمله المستقبل لهن.

كيف قررت أن تصبحي فنانة؟

ندى خوزستاني: لم تكن مسألة مزاولة الفن قراراً عن سابق قصد؛ بل كان تطوراً طبيعياً امتزج مع تفاصيل حياتي منذ سن مبكرة. لقد شدّني عالم التعبير البصري منذ الصغر، وجذبني سحر تحويل قماش اللوحات الفارغة إلى تأويلات حية للخيال.

فاطمة الشرشني: لا أظن أن الأمر كان قراراً اتخذته في لحظة معينة، بل بدأ كهواية، قبل أن أعمل على صقل هذه الهواية من خلال التعليم الذاتي والبحث وحضور ورش العمل التعليمية، ثم بدأت الرحلة. كما أنني أؤمن إيماناً راسخاً بأنني لست من اختار الفن، بل الفن هو من اختارني.

هدى باسهل: منذ نعومة أظفاري، كانت هوايتي المفضلة هي الفنون الجميلة وجميع أنواع الأشغال اليدوية. كنت أحلم دائماً بأن أصبح معلّمة فنون لكي أتمكن من ممارسة هوايتي. ومنذ ذلك الحين وأنا أواصل استكشاف جميع أنواع الفنون. قررت بعد ذلك أن أدرس التربية الفنية لتحقيق حلمي، ففعلت والحمد لله، وأصبحت معلمة فنون لمدة 10 سنوات.

بات الفن ملاذي؛ مكانٌ يمكنني فيه استكشاف إبداعي وفتح أبعاد جديدة للتعبير عن الذات

ندى خوزستاني

هل واجهت أي عقبات اجتماعية في سعيك لمزاولة الفن؟

باسهل: ربما واجهت القليل من العقبات في الماضي، لكن لم أعد أواجه أيّاً منها. أنا من عائلة تحترم تقاليدنا وتعاليم ديننا، لذا كانت مزاولة الفن في سن مبكرة كانت العائق الوحيد الذي واجهته. لاحقاً، تقبّل والداي فنّي ما دمت أحترم الثقافة التي أنتمي إليها.

خوزستاني: في مسعاي لمزاولة الفن، كنت محظوظة لوجود دعم قوي وفرته لي عائلتي. فمزاولة الفن، ورغم أنها تجربة تمنحك الرضى عن ذاتك وتثري حياتك، فإنك ستواجه فيها أحياناً توقعات مجتمعية أو مفاهيم خاطئة. ومع ذلك، وفّر لي إيمان عائلتي بشغفي الفني أرضية صلبة من الدعم والتشجيع لأقف عليها.

Insert text here

"سيدات في البتولة" للفنانة ندى خوزستاني في مبنى مطافئ © متاحف قطر 2020

Insert text here

"Be Like a Fish" للفنانة هدى بسهال في مطافئ: مقر الفنانين © متاحف قطر 2020

A mural depicting a roundel golden circle with the inclusion of Arabic calligraphy taken from the poetry of Sheikh Jassim bin Mohammed Al-Thani, found

جدارية الفنانة فاطمة الشرشني في حديقة مكتب البريد © متاحف قطر 2020

س: حدّثينا قليلاً عن عملك الفني، كيف تتصورينه؟ وما هو مصدر إلهامك؟

خوزستاني: عملي عبارة عن مزيج من التعبير التجريدي وجوهر المرأة النابض بالحياة في الثقافة العربية. ومن خلال تفاعل الألوان والأشكال والتركيبات، أسعى إلى التعبير عن جوهر نسائنا، وتقديم منظور فريد يُظهر، لمن يشاهد العمل، عراقة تراثنا الثقافي وتنوعه. تمثّل البطّولة (وهي غطاء وجه تقليدي)، باعتبارها رمزاً للهوية الثقافية والتعبير الفردي، مصدر إلهام كبير لي.

الشرشني: أنا خطاطة أرسم الخط الكلاسيكي والحديث، كما أدمج الكتابة الجدارية في أعمالي الفنية. كل عمل فني عظيم يبدأ بالتخطيط. إذا جاءتني الفكرة أو الموضوع، رسمته على الفور، ففي بعض الأحيان، تولد أفضل الأفكار من رحم الفوضى. الكلمات بحد ذاتها تشعل فيّ الإبداع، أكانت كلمات من القرآن الكريم، أو الشعر، أو أي مصدر آخر.

باسهل: أستمتع باستكشاف ثقافتنا القطرية بطرق مختلفة؛ وعادة ما أمزج ذلك مع أسلوب الفن الكوري الذي يتميز بقدر من البساطة. لذا فأعمالي الفنية هي مزيج من البساطة والخيال، أقدّمها بطريقة حالمة تجعل المشاهد ينطلق مع أفكاره.

تعبّر الجداريات عن الهوية التاريخية والثقافية، وهي مثل متحف مجاني مفتوح أمام الجميع طوال الوقت

فاطمة الشرشني

ما أكثر ما يمتعك في رسم الجداريات؟

باسهل: يأخذني الرسم إلى عالم آخر. أجمل ما في الجداريات هو أنها لا تستلزم منك المكوث في مكان واحد مثل أنواع الفن الأخرى، بل تمنحك حرية الحركة مثل الطيور.

خوزستاني: أهدف من خلال فني إلى تحريك الأحاسيس وتحفيز الأفكار، وربما حتى إلهام الآخرين للشروع في رحلاتهم الإبداعية. يا له من امتياز عظيم أن أشارك جزءاً من عالمي مع الآخرين، وأن أقدم لمحة عن عالم تتنفس فيه الألوان وتنبض الأشكال بالحياة.

​​الشرشني: تعبّر الجداريات عن الهوية التاريخية والثقافية، وهي مثل متحف مجاني مفتوح أمام الجميع طوال الوقت. وبالنسبة لي، أرى الكلمات خير وسيلة للتعبير. وأعشق على وجه الخصوص النصوص القرآنية والشعر

أين ترين نفسك بعد 10 سنوات من الآن؟

باسهل: آمل أن أنال شهرة أكبر كفنانة جداريات في قطر والعالم، وأن أرسم جدارياتي في بلدان أخرى.

الشرشني: أنا فخورة ببلدي وأشعر بامتنان كبير لما يتاح لنا من منصات هنا. أتمنى أن أمارس فني في كل مكان وأن يعرفني الناس كفنانة قطرية عالمية.

س: هل تؤمنين أن الفن الذي نقدمه يؤثر على مجتمعنا؟

خوزستاني: أعتقد أن الفن يؤثر على مجتمعنا بلا شك، حيث أرى الفن انعكاساً لمجتمعنا، وهو قادر على إرشاد الناس إلى الجمال في عالمنا.

الشرشني: يلعب الفن دوراً مهماً في المجتمع، فهو يشكّل الثقافات ويصوغ فهماً أفضل للبشرية والإنسانية. الكلمات بحد ذاتها تشعل فيّ الإبداع، شواء كانت كلمات من القرآن، أو الشعر، أو أي مصدر أخرى.

بالنسبة لعملي الفني، أحب أن آخذ من يشاهده إلى عالم جديد، وأن تبقى رسائلي مفتوحة على كل الاحتمالات ليتخيل المشاهد بنفسه ماهية الرسالة وفحواها.

ملحوظة من المحرر: نُقّحت هذه المقابلات بهدف الإيجاز والوضوح.

حصة الهتمي ومحمد آل ثاني منسقان رقميان في إدارة التجربة الرقمية في متاحف قطر