A view of the mascots’ showcase in the 'Olympics’ gallery of the 3-2-1 Qatar Olympic

إضاءة على المقتنيات: قصة صعود التمائم الأولمبية

ستيفانوس كيرمداس

تحتضن صالة عرض"الأولمبياد" في 3-2-1 متحف قطر الأولمبي والرياضي مجموعةً رائعةً ومتنوعة من التمائم الأولمبية الرسمية، تسرد قصة هذه التمائم من عام 1972 إلى يومنا هذا.

المشاركة مع صديق

لا شك أن التمائم باتت اليوم جزءاً لا يتجزأ من تقاليد الاحتفال بالألعاب الأولمبية، بما تحمله من رسائل ومعان رمزية، لكن هذا التقليد يبقى حديث العهد. فمع أن أولى الدورات الأولمبية الحديثة كانت قد انطلقت في أثينا عام 1896، إلا أن أول ظهور لتميمة أولمبية رسمية كان في دورة الألعاب الصيفية بميونخ عام 1972.

في مطلع القرن العشرين، غالباً ما كانت الفرق أو الأحداث الرياضية تتخذ من حيوانات حقيقية تمائمَ رياضية لتجسد روحيتها وترمز إليها. لكن هذا سيتغير لاحقاً، والسبب يعود إلى التطورات التي شهدتها صناعة الدمى والألعاب وظهور مقاربات جديدة لتعليم الأطفال، ومركزية اللعب في هذه الحقبة الجديدة. كما أن الازدهار الاقتصادي الذي أعقب الحرب العالمية، وانطلاقة الإنتاج الضخم لألعاب الأطفال، مثل دمية الدب "تيدي" المحبوبة، ساهم في انتشار هذه الدمى على نطاق واسع وجعلها في متناول الجميع.

txt

التميمة "فالدي، أول تميمة أولمبية رسمية، أولمبياد ميونيخ 1972. الصورة: بإذن من 3-2-1 متحف قطر الأولمبي والرياضي © 2023.

في ظل هذه المتغيرات، سرعان ما أدركت الألعاب الأولمبية ما تحمله التمائم من إمكانات تسويقية مهمة، لتظهر بدايةً شخصية المتزلج البلاستيكية الصغيرة التي تحمل اسم "شوس" في الألعاب الشتوية بغرونوبل عام 1968، ممهدةً الطريق أمام "فالدي"، وهي أول تميمة أولمبية رسمية على الإطلاق، جاءت على شكل كلب ألماني (دشهند) متعدد الألوان، وصُمّمت خصيصاً لأولمبياد ميونخ 1972.

وفي دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في موسكو عام 1980، ظهر الدب "ميشا"، من تصميم رسام كتب الأطفال الشهير فيكتور ألكسندروفيتش تشيجيكوف، ليكون أول تميمة أولمبية تنال شهرة واسعة وتصبح محط أنظار الجميع. فرغم المقاطعات التي شهدتها دورة موسكو على خلفية التوترات السياسية آنذاك، استطاع ميشا أن يأسر قلوب العالم بأسره، وأرست ابتسامته الودودة وشخصيته الجذابة معياراً جديداً للتمائم الأولمبية.

كان ميشا حاضراً في كل مكان، بدءاً من حفل الافتتاح، مروراً بالبرامج التلفزيونية الخاصة والمنتجات التجارية، وصولاً إلى مسلسل رسوم متحركة من بطولته. وقد جاء اختيار الأولمبياد لهذه التميمة مناسباً إلى أبعد الحدود، فالدب البني هو الحيوان الوطني لروسيا، واسم "ميشا"، تصغير تحبب لاسم "ميخائيل"، هو الاسم التقليدي للدب في الثقافة الروسية.

txt

ميشا، تميمة دورة الألعاب الأولمبية الصيفية عام 1980 في موسكو. الصورة: بإذن من 3-2-1 متحف قطر الأولمبي والرياضي © 2023.

وبفضل النجاح الذي حققه "ميشا"، شهد عالم التمائم الأولمبية تحولاً جذرياً؛ إذ لم تعد التمائم مجرد رموز جالبة للحظ، بل باتت تؤدي دوراً تفاعلياً جاذباً، مرسخّة حضورها كواحدة من أكثر التقاليد الأولمبية شعبية، ومعززة في الوقت ذاته المكانة الثقافية للألعاب الأولمبية وقيمتها التجارية على حد سواء.

تتيح لكممقتنيات متاحف قطر الرقمية مشاهدة ثلاثية الأبعاد للتميمتين ميشا وفالدي.خطط لزيارتك اليوم لتشاهد مجموعة التمائم الكاملة في صالة عرض"الأولمبياد" في 3-2-1 متحف قطر الأولمبي والرياضي.

فريق القيمين الفنيين في 3-2-1 متحف قطر الأولمبي والرياضي