بين القرنين الثامن والثالث عشر الهجريين (الرابع عشر والتاسع عشر الميلاديين)، تمكّنت إيران من رسم مناطقها الجغرافية وتوسيع نفوذها السياسي. ابتكرت السلالات الحاكمة لغاتٍ ثقافية وفنية حظيت بتقدير واسع خارج حدود إيران، لا سيما في بلاط دول وسط آسيا وجنوبها، حيث كانت اللغة الفارسية هي اللغة الرسمية في معظم الأحيان. وتوطدت العلاقات التجارية والدبلوماسية بين إيران والدول الأوروبية وأصبحت إيران لاعباً سياسياً وإقليمياً مهماً. وبات السجاد الفاخر والمنسوجات والمخطوطات من المقتنيات الثمينة التي حرصت النخب على شرائها، ناهيك عن تصديرها كبضائع مهمة.
تمثل سجادة صيد الشاه سليمان موروسيني مثالاً رائعاً على صناعة السجاد الفارسي، وذلك لما تتميز به من تصميم معقد وألوان زاهية وحرفية دقيقة. وهي بلا شك من روائع السجاد الصفوي نظراً لضخامتها وتنوعها، وكذلك حالتها الممتازة التي حفظت بها.