كانت مدينة سامراء الواقعة على ضفاف نهر دجلة (في العراق حالياً) من أكثر المدن تميزاً في عصرها. أسسها الخليفة العباسي المعتصم في عام 221 هـ/ 836 م، وكانت العاصمة المؤقتة للخلافة العباسية حتى عام 279 هـ/ 892 م، عندما عاد الخلفاء إلى عاصمتهم السابقة بغداد.
لقد حوَّل العباسيون مدنهم الجديدة إلى ما يشبه "وادي السيليكون" في عصرنا الحالي. وبفضل الرعاية القوية التي أغدقها الخلفاء العباسيون على العلوم والفنون، تحولت هذه المدن بسرعة إلى مراكز ثقافية وتجارية مهمة اجتذبت العلماء والمفكرين من جميع أنحاء العالم الإسلامي. حدد العباسيون اتجاهات معمارية وفنية ومعايير علمية جديدة بدءاً من المشاريع الهندسية الضخمة مروراً بالإبداعات الفنية والتكنولوجية وصولاً إلى التطورات العظيمة في المجالات العلمية والمعرفية؛ كما دفعت صناعتهم الفنية الغزيرة إلى ابتكارات تكنولوجية مهمة في صناعات الزجاج والخزف والجص.