في العصر العباسي (132-656هـ/750-1258م) بلغت التجارة عبر المحيط الهندي آفاقاً جديدة، حيث استفادت من الرخاء التجاري للخلافة واستقرارها السياسي المتزايد. ومن عاصمتهم الجديدة في بغداد، الواقعة بين نهري دجلة والفرات، كان للعباسيين وصول مباشر إلى المحيط الهندي عبر ميناء "الأبلة" القريب من البصرة. وإلى الشرق، جلب صعود سلالتي تانغ وسونغ (618-907م و960-1279م) في الصين حقبة مماثلة من الاستقرار السياسي والازدهار الاقتصادي. وقد حفزت هذه البيئة الطلب على السلع الفاخرة الغريبة بين النخب الحضرية من كلا الطرفين العباسي والصيني، مما أدى إلى تطوير شبكة تجارية دولية ربطت العراق العباسي بالصين في عهد تانغ.
كانت المشغولات الخزفية الصينية من بين السلع التي صُدّرت بشكل متكرر عبر المحيط الهندي إلى العراق. أما المنتجات الرئيسة التي كانت منطقة الخليج تصدّرها فهي اللؤلؤ والخيول والمنتجات الزراعية، وخاصة دبس التمر، وهو مُحلّي طبيعي غني يُقدّم على شكل شراب مصنوع من التمور المهروسة، ويُعرف باسم "الدبس". وقد حظي هذا المنتج بإشادة كبيرة في دستور الأدوية الصيني لخصائصه العلاجية الخاصة. وكان للطلب على التمور الطازجة ودبس التمر والعسل وغيرها من السلع تأثير اقتصادي هائل على المنطقة، بنباتاتها وحيواناتها الغنية.