جدران عالمية

تصريح الفنان:

هذه الجدارية هي بمثابة رسالة حب وامتنان للذين أضاؤوا طريق حياتي ونثروا على جنباته العطف والحنان، وأخص بالذكر جدتي الغالية، الرمز الأساسي والأول في الجدارية، حيث جاءت المبخرة احتفاء بها.

ما يزال عبق رائحة البخور ماثلاً في حنايا ذاكرتي، تلك العادة التي دأبت عليها جدتي كلما أشرقت شمس يوم الجمعة، وفي المناسبات الخاصة، وفي كل مرة يطرق فيها ضيف باب منزلنا.

ترتفع الرموز الأخرى، المرسومة على الدخان المتصاعد من المبخرة، كغيمات تحمل رسومات جمعتها من كراسات الرسم التي حفلت بها طفولتي. لقد رسمتها خلال سنوات دراستي المتوسطة، والتي مثّلت بداية تعلّمي الرسم على أسس صحيحة. معلماتي كنّ أمي وخالتي وجدتي.

تحوي الجدارية رموزاً أخرى مرسومة تكريماً للأشخاص الطيبين في حياتي، وهي رموز آثرت أن أترك باب تأويل معانيها مفتوحاً لمتأمليها.

تصريح الفنان:

الطفولة هي المرحلة التي تتفتح فيها براعم الأحلام، وتبدأ طموحاتنا في التشكل. وللأسف، في هذه الأوقات العصيبة التي تعصف بعالمنا، هناك أطفال لا وقت لديهم حتى للحلم، واقصى ما يفكرون به هو الاحتياجات الأساسية: هل سيكون لديهم طعام يأكلونه غداً؟ أو هل سيستيقظون يوم غدٍ أصلاً؟ ما الذي يمكننا فعله نحن البالغون لتوفير بيئة آمنة لهم، كي يتمكنوا من النمو بسعادة ويطلقوا العنان لأحلامهم؟

تصريح الفنان:

كلما تعمقنا في ذواتنا الحقيقية، كلما توهّج إشراق جمالنا الداخلي. إدراكٌ جعلني أشعر بالامتنان لتعلمي عن التاريخ الساحر للدوحة، المدينة التي كانت تعتمد فيما مضى على صيد اللؤلؤ.

هذه الأجزاء الميكانيكية مستوحاة من الصور التي التقطتها لأنابيب البترول الأصلية التي غيرت شكل اقتصاد وثقافة هذه المدينة، وهي ترمز إلى كيفية قدرتنا على تحقيق إنجازات رائدة تبقى متجذرة بقوة في ثقافتنا وتاريخنا، حتى في خضم صخب الحياة.

أنا ممتنة للمحادثة المثمرة للغاية التي أجريتها مع نورا المنصوري، فنانة الجداريات المحلية ذات النظرة الرائدة والمستقبلية، أشكرك على كرمك في مشاركة قصصك الملهمة ومعلومات مهمة عن ثقافتك.

تصريح الفنان:

تشكل هذه الجدارية التجريدية مزيجاً ديناميكياً من الرموز المترابطة، حيث تتعانق زخارف ليتوانيا وقطر في إطار من الخطوط المتدفقة. ترسم الخطوط الرشيقة رقصة متناغمة بين زهرة قطر الوطنية الفريدة، والجاودار الليتواني، إلى جانب شخصيات منمقة تجسد روح الشعبين. تتشابك الخيوط لتخلق لغة بصرية مشتركة، احتفاءً بتراث البلدين العريقين، في لوحة رائعة يعبر نسيجها عن الاتحاد والتنوع.

تصريح الفنان:

تقدم هذه الجدارية امرأة قطرية، في ثوب تقليدي يتلألأ بلمسة عصرية وألوان غير معهودة. مستلهمة من ألوان ميناء الدوحة، تنسج الفنانة خيطاً يربط بين الماضي والحاضر، من خلال الجمع بين الملابس التقليدية والألوان الحديثة.

تصريح الفنان:

يعبّر هذا العمل الفني عمّا اكتشفه الفنان من أوجه السحر في هذه المدينة الرائعة، مثل ثقافتها والود والمحبة والتفرد والألوان النابضة بالحياة التي تعكس الجمال والفرح. يركز التمثيل البصري لهذين الشيئين المختلفين والمترابطين على فكرة الوحدة.

يحمل هذا العمل الفني رموزاً وثقافات مختلفة، إلى جانب عناصر متعددة الأشكال. استُلهم العمل من تنوع العمارة في المدينة، وعنصر "القناع" الذي يوحي بالطاقة الروحية، والأرض والبحار، وطائر الهدهد وهو طائر متوطن في المنطقة. بالإضافة إلى ذلك، تتجلى تأثيرات شخصية "بارونغ" الأسطورية الإندونيسية في عناصر مختلفة، لتؤكد على فكرة التعايش المتناغم بين جوانب الحياة المتعددة.

تصريح الفنان:

يجب على المرء التحكم بنفسه ومراقبة مشاعره بعناية، وهذا لا يعني بالضرورة إخفاءها، وإنما معرفة كيفية وتوقيت التعبير عنها. يمكنني القول إن دمى الدببة في الجدارية هي مشاعر مختلفة، والدببة الغاضبة هي الأصعب في السيطرة عليها. "إذا تعلمت ضبط النفس، يمكنك التحكم في أي شيء"

نبذة عن الفنان:

كيفن ليونز (الولايات المتحدة، 1969) فنان تشكيلي يعيش ويعمل في بروكلين، نيويورك. يشتهر ليونز بشخصياته المميزة الملونة والحيوية التي تأتي على شكل وحوش. انتشرت هذه الشخصيات بشكل واسع، وظهرت على الملابس، والأحذية الرياضية، والجدران، وألواح التزلج، والسيارات، والحلوى، وغيرها.

لم تكن وحوش ليونز وليدة لحظة عابرة، بل نتاج تطور فني حثيث. فقد رافقته على صفحات دفاتر رسومه العديدة على مدار مسيرته المهنية التي امتدت لثلاثة عقود تقريباً في عالم تصميم ملابس الشارع.

خلال مسيرته المهنية الطويلة والحافلة بالإنجازات، شغل كيفن مجموعة متنوعة من المناصب المهمة لدى علامات تجارية رائدة في مجال ملابس الشارع، بما في ذلك مدير التصميم في "ستاسي"، والمدير الفني لشركة "غيرل ستيكبورد"، والمدير الفني لمجلة "توكيون"، ومصمم أول لدى شركة "نايكي". كما تعاون كيفن مع شركات بارزة على مر السنين، مثل أديداس، وكونفيرس، وستانس، وهوف، وكوليت.

تصريح الفنانة:

كان التحدي الذي أثار حماسي للمشاركة في مهرجان "جدران عالمية: الدوحة" هو الجمع بين أسلوبي الفني الذي يركز على إبراز قوة المرأة، وبين خصوصيتها في الثقافة القطرية. كان من الضروري التوفيق بين هذين العالمين بطريقة تحافظ على جوهر رسالتي الفنية مع احترام تقاليد المكان.

كان الهدف خلق تجربة فنية تتيح للجمهور تقدير العمل الفني، وأن ترى النساء أنفسهن فيه، لا كعنصر جمالي فحسب، بل كرمز للتطور الذي يمكن للمرأة أن تحققه كإنسان. هذا الارتباط بالطبيعة هو عنصر أساسي في كل أعمالي.

تعكس أعمالي أيضاً قضايا البيئة والنباتات وما يجمعنا بها. أرى هذا الصلة ككيان ميتافيزيقي يتجاوز المادي، حيث ينبثق النمو الروحي والارتقاء الحقيقي للإنسان.

تصريح الفنان:

تحتفي "الهوية المتألقة" بجمال وقوة نساء غانا اللاتي اخترن ارتداء الحجاب كتعبير عن هويتهن وإيمانهن. يهدف هذا العمل الفني، المستوحى من صمود وعزيمة هؤلاء النساء، إلى تحدي الأعراف الاجتماعية والدعوة إلى حرية التعبير عن الذات.

لا يقتصر جمال العمل الفني "الهوية المتألقة" على مضمونه، بل يمتد ليشمل الخامات المستخدمة. إذ يرتكز العمل على نسيج أصيل من غانا، ويرمز لتراثها الثقافي الغني وتنوعه. أما الألوان النابضة بالحياة والنقوش المعقدة فهي بمثابة رموز للتغيير والازدهار والحرية والتحول، وتعكس بذلك الطبيعة متعددة الأوجه للتجربة الإنسانية.

يسعى الفنان من خلال هذا العمل الفني إلى تسليط الضوء على ما تتعرض له النساء اللاتي يخترن ارتداء الحجاب في غانا من تمييز وتحديات. إذ غالباً ما يتعرضن لمظاهر التعصب والقيود المفروضة عليهن في المدارس والأماكن العامة، مما يحرمهن من حقوقهن الإنسانية الأساسية. ومن خلال إبراز تألقهن وجمالهن، يهدف العمل إلى تحدي هذه الممارسات التمييزية وتعزيز الشمول والقبول.

يحمل هذا العمل الفني رسالة بصرية مفادها أن لكل فرد الحق والحرية في أن يكون على طبيعته، وأن يعبر عن هويته ومعتقداته دون خوف من التمييز أو الأحكام المسبقة. وفي طياتها دعوة تنشد الوصول إلى مجتمع يقبل الاختلاف ويحترم الخيارات الفردية، بعيداً عن التعصب والتمييز.

لا تقف رسالة "الهوية المتألقة" عند حدود الفن، بل تسعى لغرس بذور التغيير في المجتمع. فالعمل الفني تكريم لنساء يناضلن من أجل حقوقهن، وفي الوقت نفسه دعوة نحو مجتمع يتميز بالتسامح والقبول، ويحتفي بالتنوع والاختلاف، حيث يجد الجميع الحرية ليعبروا عن ذواتهم الحقيقية.

تصريح الفنانة:

تدعونا أعمال نورا استكشاف دواخلنا. فهي تصور مرحلة من التأمل العميق والغوص في الذات، حيث يجد المتلقي ملاذه للسلام الداخلي ويكتشف طريقه الصحيح.

نبذة عن الفنان:
راسل فين، المعروف باسم سوفلز هو فنان من بريزبن في أستراليا، ولد عام 1985. تعلّم راسل ذاتياً وعمل على صقل مهاراته لأكثر من 20 عاماً، واستكشف وسائل مختلفة مثل الطلاء بالرش والأكريليك والرسم والتلوين بالفرشاة، بالإضافة إلى الرسومات الرقمية والتوضيحية.

جدارياته الضخمة التي قادته ليجوب العالم هي اليوم تحف فنية تزين شوارع أكبر المدن العالمية، بما فيها برلين وكوبنهاجن وأوسلو ولاس فيجاس ولوس أنجلوس.

تحمل أعمال سوفلز الفنية رسالة واضحة، فهو يهدف إلى خلق صور مؤثرة تحرّك المشاعر لدى الناس. يقول: "أعتقد أن الفن يجب أن يكون جزءاً أساسياً من مشهد المدينة. أريد أن أبتكر فناً يستمتع به الناس، ويغير شكل المساحات العامة".

يستوحي سوفلز أعماله من الطبيعة والمجتمع والكتابة على الجدران والفن التقليدي، ويركز عمله على أفكار الوقت والأبعاد إضافة إلى مزيج مجرد من تجارب الماضي.

من بين الشركات والجهات التي تعاون معها: أمازون برايم، آرت ايد، أميتي أفليكشن، دورة ألعاب الكومنولث (جولد كوست)، كلتشر كينغز، إي اس بي إن، آيرون لاك، معرض كيه اس آر، جودي رولر، ليغو، مارفل، ميامي آرت بازل، واحة الجداريات، كويك سيلفر، ريد بُل، اتحاد التنس الأسترالي، أوبر، استوديوهات يونيفيرسال، ويستفيلد، وغيرها.

لقد جذبت رسوماته المشرقة وألوانه القوية وتفاصيله الدقيقة وعناصره المجردة انتباه العديد من محبي الفن.

بلال خالد (فلسطين، 1992) فنان خط يسعى بفرشاته الثورية إلى كسر القواعد الجمالية الجامدة، راغباً في ابتكار لغة بصرية عربية تتجاوز الحواجز اللغوية العالمية.

هدفه ابتكار أسلوب يحمل بصمته الخاصة، مستفيداً من جماليات الحروف العربية لخلق أنماط جديدة. يحاول من خلال أسلوبه الخاص في الخط، تسليط الضوء على مناطق الصراع من خلال تحويل صور الدمار والحروب المروعة إلى أعمال فنية تحمل رسائل أمل وحب وإصرار على البقاء.

تتجاوز أعمال هذا الفنان حدود الجماليات لتُصبح لسان حال اللاجئين في كل بقاع الأرض، حاملة رسالة مفادها: نحن بشر تحكمنا المحبة، لا القوة، وتوحدنا العاطفة. رسالةٌ تدعو إلى ضمان استمرارية التعايش والتسامح، بلا تفرقة بين عرق أو لون.