ألعاب الدوحة الحديثة للفنان شيزاد داود

يوضح العمل "ألعاب الدوحة الحديثة" الحاجة إلى أرشفة وحفظ وحماية تاريخ الماضي، والاحتفاء بالجمال الفريد لهذه الهياكل المعمارية الستة من خلال دعوة الأطفال ومرتادي المتنزهات وعشاق الفن لاستكشاف شكل الحداثة من خلال اللعب.

المشاركة مع صديق

"ألعاب الدوحة الحديثة" هو عمل جديد من أعمال الفن العام كُلّف به الفنان شيزاد داود، ويتألف من أربعة ملاعب للأطفال، وتصميمين للمقاعد مستوحاة من تصميم مبانٍ أيقونية شُيّدت بين عامي 1962 و1987 في الدوحة، وذلك في ذروة العصر الحديث لدولة قطر. هذه المباني هي: مجمع وزارة الإعلام، ومسرح قطر الوطني، وفندق شيراتون الدوحة، وجامعة قطر، ومكتب بريد قطر، وفندق الخليج، ودار الكتب. حُولت المباني المصغرة إلى ألعاب تُذكّر بالتصاميم المعمارية لهذه المباني التي لعبت دوراً حيوياً في تحويل قطر إلى دولة حديثة تنتمي إلى حقبة ما بعد الاستعمار، بدءاً من أوائل السبعينيات.

وعلى الرغم من وجود دور سينما ومسرح ومكتب بريد وفنادق في قطر في تلك المرحلة، فإن هذه المباني على وجه الخصوص كانت بمثابة نقطة تحول رفعت خلالها الدولة مستوى الخدمات التي تقدمها، وفي بعض الحالات تم إضفاء الطابع المؤسسي عليها.

أثر هذا المشروع المعماري الشامل بدور فعال في تشكيل مجتمع حديث في قطر، في السنوات الأخيرة فقط في تلقي الاهتمام الذي يستحقه من قبل الباحثين والممارسين، وبالتحديد من قبل المهندسة المعمارية القطرية فاطمة السهلاوي التي تعاون معها داود في عملية البحث المتعلقة بالمشروع. وعلى حد تعبير السهلاوي، فإن هذا العمل "معلم هام في عملية البحث المتواصلة وقد صممه داود لترسيخ أهمية تلك الحقبة المعمارية".

يُبرز عمل داود هذا، بالإضافة إلى إصدار مطبوع قادم، عناصر مهمة من التاريخ المعماري والاجتماعي لدولة قطر، ويوثق المشروع انطباعات المجتمعات عن بيئتها المعمارية والقصص الشخصية المرتبطة بها. مع تطور المشاريع المعمارية الجديدة بسرعة في قطر المعاصرة، يوضح "ألعاب الدوحة الحديثة" في الوقت ذاته الحاجة إلى أرشفة وحفظ وحماية تاريخ الماضي، والاحتفاء بالجمال الفريد لهذه الهياكل المعمارية الستة من خلال دعوة الأطفال ومرتادي المتنزهات وعشاق الفن لاستكشاف شكل الحداثة من خلال اللعب.

نبذة عن الفنان

شيزاد داوود (مواليد 1974) فنان يقيم في لندن. يعمل في تخصصات الأفلام، والأداء، والرسم، والنيون، والنحت، والواقع الافتراضي. تنطوي ممارسته في كثير من الأحيان على التعاون وتبادل المعرفة، منتقلاً عبر فئات متعددة من الجمهور والمجتمعات لإنشاء أعمال فنية ذات طبقات غنية.