وُلدت جميلة الشريم عام 1965، وبدأ شغفها بالإبداع يتفتح منذ نعومة أظفارها، حين كانت تنسج دُماها بيديها الصغيرتين، وترسم بالطباشير على الجدران والأرضيات كأنها تنقش أحلامها على جدران الطفولة.
وتحمل جميلة في ذاكرتها مشاهد من طفولتها تزهو بألوان الحنين، أبرزها نزهاتها إلى كورنيش الدوحة بصحبة والدها، الذي كان يرشد نظرها الصغير إلى ألوان الطبيعة القطرية الزاهية؛ إلى زرقة البحر وصفرة الرمال، وكأنه يوقظ فيها حسّ اللون وسحر المشهد.
لم تكن رحلة جميلة الفنية محض صدفة، بل صاغها دعمٌ تربوي دافئ، خاصة من الأستاذة ميرفت، التي وجّهتها للالتحاق بالمرسم الحر، ذلك الفضاء الذي احتضن المواهب القطرية في الثمانينيات، ووفّر للفنانين الناشئين الأدوات الفنية والمواصلات، والمخصصات الشهرية، مما خلق بيئة خصبة ازدهر فيها الإبداع وتفتحت فيها طاقات جديدة.
وفي معرض "انتي من روحي قريبه"، يضم قسم "حبات الندى" ثلاث لوحات لجميلة الشريم تكشف عن بداياتها الفنية، وتكشف عن نضجها المبكر في التعبير الفني. أولى هذه الأعمال، "قطر دانة الخير" (1982)، وهي أولى لوحاتها، تصوّر امرأة ترتدي الزي القطري التقليدي، تنظر بتأمل نحو الأفق، في إشارة رمزية بصرية إلى المستقبل. ترى جميلة في هذه الشخصية تجسيداً لطموحات المرأة القطرية، مؤكدةً أن أحلام النساء وعزيمتهنّ مفتاحٌ لتقدّم الوطن.