تاريخ الرالي: إرث قطر في رياضة السيارات

يعود تاريخ سباقات الرالي في قطر في الستينيات والسبعينيات إلى تعاون استثنائي بين موظفي شركات النفط والسائقين القطريين، مما أدى إلى ازدهار رياضة السيارات، وقاد إلى انطلاق أول سباق رالي رسمي في البلاد عام 1977،  والذي تطور لاحقاً إلى رالي قطر الدولي.

لكن جذور شغف الشعب القطري بعالم السباقات والسرعة متغلغلة إلى ما هو أقدم من ذلك، حيث تقترن بالتقاليد الصحراوية القديمة، حينما كانت السبقات تقام على ظهور الجمال والخيل، وكانت تُنظم في سياق الاحتفالات.

كان وصول أول سيارة في عام 1925 للشيخ عبد الله بن جاسم آل ثاني بمثابة نقطة تحول، حيث أصبحت السيارات جزءاً من الأحداث والمسابقات الخاصة. وبحلول الثمانينيات، كانت قطر تستورد المركبات المعتمدة من الاتحاد الدولي للسيارات، مما وضع الأساس لسباقات الرالي الاحترافية. كما أدى إطلاق بطولة الخليج العربي في عام 1979 وبطولة الشرق الأوسط للراليات في عام 1984 إلى تعزيز إرث قطر في رياضة السيارات.

المشاركة مع صديق

سعيد الهاجري، ملك الكثبان

يعد سعيد الهاجري، الملقب باسم "ملك الكثبان الرملية"، شخصية بارزة في رياضة الراليات القطرية. تعلم القيادة في سن السابعة خلال رحلات الصيد في الصحراء وبدأ المنافسة في سباقات الهواة في سن الخامسة عشرة. تحول الهاجري إلى سائق محترف في سن التاسعة عشرة، وترك بصمة في الثمانينيات مع فريق روثمانز بورشه للراليات. وكانت نقطة التحول في عام 1989 عندما فاز برالي كورك الدولي، ليصبح أول عربي يفوز برالي خارج الشرق الأوسط.

شهدت مسيرة الهاجري التي امتدت 30 عاماً مشاركته في 110 راليات، وفاز ببطولة الشرق الأوسط للراليات مرتين، وحصد 16 لقباً دولياً. وقد مهدت مسيرته الطريق لأجيال المستقبل من سائقي الراليات القطريين.

Winner’s Trophy, Qatar International Rally

كأس رالي قطر الدولي، 1984.

Racing suit, Saeed Al Hajri, early 1980s

بدلة سباق، سعيد الهاجري، أوائل الثمانينيات.

مشاركات قطر في سباقات الرالي بعد الهاجري

على خطى سعيد الهاجري، ترك سائقون قطريون آخرون مثل سعدون الكواري، وجابر المري، ومحمد المناعي، بصماتهم في سباقات الرالي خلال الثمانينيات. ورغم أن مسيرة المناعي واجهت انتكاسة في عام 1992 بسبب الإصابة، فإنه عاد بقوة في مطلع الألفية.

وفي التسعينيات، برز ناصر صالح العطية كنجم صاعد، كما حقق الشيخ حمد بن عيد آل ثاني إنجازات كبيرة. واستمر سائقون مثل عادل حسين عبد الله، بطل العالم للراليات الصحراوية الطويلة لعام 2016، في الحفاظ على تقاليد قطر في رياضة الراليات.

ناصر صالح العطية، سيّد الصحراء

ناصر العطية هو أحد أعظم سائقي الراليات في قطر. انطلقت مسيرته المهنية في عام 2003، وسرعان ما سطع نجمه، وفاز ببطولة العالم للراليات في فئة الإنتاج التجاري عام 2006. وبمرور الوقت، فاز برالي داكار خمس مرات وحصد 19 لقباً في بطولة الشرق الأوسط للراليات.

ارتباط العطية بالصحراء ومهاراته في سباقات الراليات جعل منه رمزاً عالمياً، وهو أحد أنجح سائقي الراليات في الشرق الأوسط حتى الآن.

Winner’s trophy, Nasser Al Attiyah, Dakar Rally 2011.

كأس البطولة، ناصر العطية، رالي داكار 2011.

Racing suit, Nasser Al Attiyah, Dakar Rally 2011. B.2042

بدلة سباق، ناصر العطية، رالي داكار 2011.