جميع القصص

تعرّف على القيّم الفني لمعرض العام الثقافي قطر-الولايات المتحدة الأميركية 2021

يندرج معرض "ماذا لو؟" ضمن سلسلة معارض جديدة تنظمها متاحف قطر للاحتفال بالعام الثقافي قطر- الولايات المتحدة الأميركية 2021. وسنتحدث في هذا اللقاء مع الفنانة منى البدر، القيّم الفني للمعرض، عن ماذا لو؟ وعن أهمية تعميق الروابط بين الدول والشعوب حول العالم من خلال التعاون الثقافي المتبادل.

المشاركة مع صديق

برنامج سنوات الثقافة

تأسّس برنامج سنوات الثقافة، وهو برنامج تبادل ثقافي سنوي تنظمه متاحف قطر، قبل 10 سنوات بهدف تمتين الروابط الثقافية لدولة قطر مع الدول والشعوب حول العالم، واستكشاف أوجه التشابه والاختلاف الثقافية بين الدول المشاركة من خلال الفن. ولهذا الغرض يتم تنظيم مجموعة متنوعة من المعارض، والمهرجانات، والمسابقات، والفعاليات، التي تعزّز تبادل الأفكار والمعرفة والتجارب المختلفة بين البلدان.. 

وانطلاقاً من مبدأ العلاقات القوية التي تربط بين الشعبين، القطري والأميركي، فقد نشأت فكرة إقامة معرض "ماذا لو؟" في فندق دبليو الدوحة، وهو من تنظيم وتقييم الفنانة التشكيلية القطرية  منى البدر التي زودتنا بمعلومات إضافية حول المعرض من خلال هذا الحوار.

الفنانة التشكيلية القطرية منى البدر، قيمة معرض "ماذا لو"

منظمة معرض ماذا لو؟ الفنانة التشكيلية القطرية منى البدر

حدثينا قليلاً عن نفسك، وعن خبرتك في تنظيم وتقييم المعارض؟

أنا مهندسة نظم معلوماتية ومحللة أعمال تجارية، وفنانة تشكيلية. امتلكت الشغف وحب الفنون والرسم منذ طفولتي، وقد تلقيت الدعم والتقدير من جميع الناس من حولي خاصة بعد حصولي على جائزتين من دار سوثبي للمزادات، وعلى الجائزة الأولى في مسابقة صالون الشباب عام 2007. بدأت دراسة تاريخ الفن والمشاركة في برامج تنظيم المعارض في السنوات السابقة في عدة جامعات. وأؤمن أن على الفنان أن يكون شاملاً، ويتمتع برؤية فنية واضحة في توجيه عمله الفني بصورة صحيحة. وأرى أنني مسؤولة عن نشر الثقافة القطرية حول العالم، وتحقيق التواصل مع الثقافات المختلفة، ولكن بطريقة متطورة وحديثة بعيداً عن الطرق التقليدية المتبعة في فن الرسم.

من أين جاءت فكرة تنظيم معرض "ماذا لو؟"؟ وما هي الرسالة التي يبعثها إلى الجمهور عن العام الثقافي قطر-الولايات المتحدة الأميركية 2021؟

مع انطلاق العام الثقافي بين قطر وأميركا في منتصف يناير الماضي، خطر لي أننا بحاجة للاحتفال من خلال الفن، خاصة وأن لدينا مجموعة من الفنانين الأميركيين الموهوبين المقيمين في دولة قطر. وقد جاءت فكرة هذا التعاون أيضاً للاحتفال بالعلاقات الثقافية القوية التي تربط بين الفنانين من البلدين، وبث الرسائل الإيجابية في المجتمع وبين الفنانين أنفسهم، حيث يظل الفن مساحة مشتركة تجمع بين الناس على الرغم من الظروف التي يفرضها كوفيد-19. ولا شك أن هذا العام استثنائي بكل المقاييس، إذ لا يمكننا توقع القادم، لكننا نتطلع بأمل وتفاؤل نحو المستقبل، ونصرّ على الاحتفال بهذا العام الثقافي من خلال الفن. 

لماذا أُطلق اسم "ماذا لو؟" على المعرض؟

تكمن الفكرة الرئيسية من وراء المعرض حول الطريقة التي ينظر بها الناس إلى الحياة، هل هي حياة رتيبة وحازمة أي بالأبيض والأسود؟ أم متنوعة وملونة؟ يميل بعض الناس إلى عيش حياتهم بالأسود والأبيض إلى أقصى الحدود، تحكمهم البيئة المحيطة، وتزعجهم الاحتمالات والأشياء غير الواضحة، إذ غالباً ما ينتابهم شعور الرفض والخوف تجاه القادم، فتجدهم يقاومون التغيير ويتوقعون أن يلتزم الجميع بالنظام. لكن من ناحية أخرى، هناك أشخاص يرون الحياة بالألوان، وينشرون الروح الإيجابية أينما حلّوا، فهم بذلك يغيّرون حياتنا، ويبدّلون نظرتنا إلى الأشياء المحيطة بنا.

أخبرينا أكثر عن الأعمال الفنية المعروضة، هل هناك فكرة رئيسية مشتركة بينها؟

تتمتع الأعمال الفنية المعروضة بحس تفاعلي وباعث على التفاؤل، وذلك من خلال الألوان المختارة في تنفيذها، أو موضوعاتها أو طريقة عرضها. وقد حرص الفنّانون المشاركون على اختيار ألوان نابضة بالحياة تبعث روح التفاؤل، وتعكس نظرة أمل وإيجابية تجاه أزمة الوباء الحالية. 

ما هي الأعمال الفنية المفضلة لديك في هذا المعرض؟ ولماذا؟

أنا معجبة كثيراً بأعمال الفنانتين شذى الشمري وإيمان السليطي؛ لأنها تحاكي الحنين إلى الماضي الجميل، وتجسّد بشكل واضح كيفية تأقلم الجميع مع الظروف التي فرضتها علينا الجائحة الحالية. كما سعدت جداً بمشاركة الفنان القطري علي حسن، لما له من وجود مؤثر معنا، نظراً للدور الفعّال الذي يلعبه في تشجيع  الفنانين الشباب دائماً.

بصفتكِ سفيرة للفن القطري وقيماً فنياً، ما الهدف من تنظيم هذا المعرض؟

الرسالة  الرئيسية التي نوّد توجيهها من خلال إقامة المعارض الفنية هو التحلّي بالصبر والتفاؤل في ظل  الظروف الصعبة التي نمر بها، إضافة إلى استكشاف المواهب والقدرات الموجودة في داخلنا وحماية الفن من الاندثار.

برأيك، ما الدور الذي يلعبه الفن في فهم الثقافات المختلفة وجمع الناس معاً؟

يؤثر الفن على المجتمع من خلال تغيير الآراء، وغرس القيم، ونقل الخبرات عبر المكان والزمان. بمعنى آخر، الفن هو تواصل وتبادل للآراء؛ يسمح للأشخاص من ثقافات وأزمنة مختلفة بالتواصل فيما بينهم عبر الصور، والأصوات، والقصص. ولذا غالباً ما يكون الفن وسيلة للتغيير الاجتماعي، فلطالما كان الفن والثقافة، بمختلف أنواعها وأشكالها، جزءاً من تطور المجتمعات والحضارات عبر التاريخ.

ما مدى رضاكِ عن انطباع الناس عن المعرض؟

الفن هو إحدى اللغات العالمية التي يفهمها جميع البشر ويستخدمونها للتواصل في كل مكان. ويعتقد جميع الفنانين المشاركين في معرض "ماذا لو؟" أن للفن تأثيراً اجتماعياً وجمالياً يمكن من خلاله التواصل بطرق فعّالة، وخاصة في الوقت الحالي مع انتشار كوفيد-19. وتتيح إقامة المعرض بالتزامن مع العام الثقافي قطر-الولايات المتحدة الأميركية 2021، للجمهور التعرّف أكثر على الفنانين وأعمالهم، ويُلقي الضوء على التعاون القائم بين الثقافتين، القطرية والأميركية.

ماذا عن خططك المستقبلية؟

فتح لي معرض "ماذا لو؟" الكثير من الأبواب للمشاركة مستقبلاً في نشاطات فنية على مستوى العالم. وفي النهاية، أود أن أشكر متاحف قطر، وبرنامج سنوات الثقافة، والسفارة الأميركية في قطر، وفندق دبليو الدوحة، وجميع الفنانين المشاركين لإيمانهم القوي بالدور الذي يلعبه الفن في نشر الثقافة والإبداع بين شعوب العالم.

ويأتي العام الثقافي قطر- أميركا 2021 ضمن سلسلة من سنوات الثقافة العديدة التي نظمتها متاحف قطر في السنوات الماضية بالتعاون مع دول عدة منها: فرنسا، والهند، وروسيا، وألمانيا، والصين، وتركيا، والبرازيل، والمملكة المتحدة، واليابان.

المزيد عن برنامج سنوات الثقافة