متحف الفن الإسلامي: مد الجسور بين الثقافات والاحتفاء بالتراث

منذ افتتاحه في عام 2008، يستقطب متحف الفن الإسلامي زوّاراً من جميع أنحاء العالم للتمتع بهذا الصرح البديع المقام على الواجهة البحرية، والذي صممه المهندس المعماري العالمي "آي إم باي".

لكن للمتحف الإسلامي رسالة أعمق بكثير من عَظمته المعمارية، تكمن في تعزيز التفاهم الثقافي والحوار العالمي من خلال مقتنياته الدائمة، ومعارضه المؤقتة ذات التنوع الكبير.

تقديم الفن الإسلامي والحفاظ عليه

تضم قاعات العرض الدائمة في متحف الفن الإسلامي مجموعة واسعة ومتنوعة من الفنون الإسلامية، تشمل الخزفيات، والمنسوجات، والزجاج، والمجوهرات، والمخطوطات، والمشغولات المعدنية.

يُظهر هذا الكنز من المصنوعات اليدوية النسيج الغني للثقافة والتراث الإسلامي، ويقدم للزوار فرصة فريدة لمشاهدة أعمال فنية يعود تاريخها إلى أكثر من 1,400 عام خَلَت. تغطي المجموعة منطقة جغرافية واسعة تمتد من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ووسط وجنوب آسيا وصولاً إلى جنوب شرق آسيا والصين.

من خلال تقديمه لهذا الفن والحفاظ عليه، يحمي المتحف تراث العالم الإسلامي، ويجعله في متناول جمهور أوسع. ومن خلال جهوده المكثفة للعناية بالمقتنيات، يضمن متحف الفن الإسلامي حفظ هذا التراث لأجيال وسنوات قادمة.

الخدمات المقدمة للجمهور

يكرّس متحف الفن الإسلامي جهوده لتعريف الجمهور بجمال وتنوع الفن الإسلامي من خلال مجموعة من المعارض والبرامج التعليمية، بما في ذلك الجولات التي يقودها مرشدونا الخبراء، وورش العمل، والمحاضرات. ينظم مركز التعليم أنشطةً وورش عمل عامة مصممة لتقدم المتعة والفائدة للزوار من جميع الأعمار والخلفيات، ابتداءً من تلاميذ المدارس وصولاً إلى عشاق الفن. كما توفر برامج المتحف التعليمية للزيارات المدرسية فرصاً متنوعة لتعزيز الحوار والتبادل الثقافي.

تضم مكتبة متحف الفن الإسلامي أكثر من 27,000 كتاب باللغات العربية والإنجليزية واللغات الإقليمية الأخرى، ما يجعلها مصدراً معرفياً فريداً من نوعه في منطقة الخليج العربي. بالإضافة إلى ذلك، فهي موطن لمكتبة خاصة بالأطفال، ومجموعة رائعة من الكتب النادرة التي تحتوي وحدها أكثر من 7,000 كتاب باللغتين العربية والإنجليزية. كما يضم متحف الفن الإسلامي قاعة تستضيف عروض الأفلام، والمناظرات، والحلقات النقاشية.

تعزيز التبادل الثقافي

يعد متحف الفن الإسلامي جزءاً من شبكة عالمية مهمة، ويتعاون مع العديد من المؤسسات العالمية في تنظيم المعارض ومشاريع البحث والترميم. تُمكّن هذه الشراكات المتحف من مشاركة خبراته في الفن والثقافة الإسلامية مع العالم أجمع، واكتساب الخبرات والتجارب من الزملاء في المؤسسات الأخرى.

توفر حديقة متحف الفن الإسلامي فضاءً للأنشطة الثقافية والتعليمية والترفيهية التي تستقطب الجميع دون استثناء. وانطلاقاً من روح تقاليد السوق القديم، يقدّم بازار المتحف الذي يُقام في الحديقة، مجموعة من طاولات بيع منتجات المخابز والهدايا الفريدة والألعاب والملابس وغيرهم الكثير.

من خلال جهوده الحثيثة للعناية بالمقتنيات، والبرامج والأنشطة التعليمية والمعارض الخاصة ذات الأهمية العالمية وعروض المجموعات الدائمة التي يقيمها، يقدّم متحف الفن الإسلامي مثالاً حيّاً عن قوة الفن والثقافة في تعزيز التفاهم والاحترام المتبادل في جميع أنحاء العالم.

لبنى زيدان هي أخصائي تحرير محتوى أول في متاحف قطر