تعتبر هجرة الجمال واحدة من أكبر الهجرات في تاريخ مملكة الحيوان. ومع أن هذه الحيوانات نشأت في الأساس في أميركا الشمالية، فإن أكبر تجمعاتها موجودة الآن في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والصين، إلى جانب بعض الإبل البرية في أستراليا وأميركا اللاتينية.
ومنذ أن استأنسها البشر لأول مرة في شبه الجزيرة العربية، ظلت الإبل جزءاً أساسياً من الحياة في قطر. حيث شكلت مصدراً للحوم والحليب، ومؤشراً على المكانة الاجتماعية، ووسيلة للتسلية والسباق.
يعود تاريخ سباق الهجن إلى القرن السابع، وقد تم إدراجه عام 2020 في قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي للبشرية.
وعلى مدى قرون، جرت العادة على إقامة سباقات الهجن في المناسبات الخاصة، كالأعراس والأعياد، أو لاستقبال الضيوف المميزين. ومع أن الياقوت كان هو الجائزة التقليدية للفائزين، فقد رفعت سباقات الهجن الحديثة من مستوى المنافسة، وبات الفائز يحصل على ميداليات ذهبية وجوائز نقدية تبلغ قيمتها عشرات الآلاف.
أما سباقات الهجن الاحترافية، فقد انطلقت عام 1973 في بلدية الشحانية، وباتت شعبيتها في ازدياد مستمر منذ ذلك الحين. كما شهدت قوانين هذه الرياضة تطورات وتعديلات عديدة، فعلى سبيل المثال، طرأ عام 2005 قانون على الرياضة يحظر الفرسان البشريين، واستبدالهم بفرسان آليين يتم التحكم بهم عن بعد، وهي خطوة اعتبرت دمجاً للحداثة والتكنولوجيا في الرياضة التقليدية.