tbc

دورة حياة الأعمال الفنية: من الاستحواذ إلى العرض

27 مايو 2025

بقلم الدكتورة ستيفاني كافدا

منذ لحظة انضمام أي عمل فني إلى مجموعة متحف: المتحف العربي للفن الحديث، يمر عبر دورة دقيقة من الفحص والترميم والعرض والتخزين، بإشراف فريق متخصص. في هذا المقال، تصحبنا الدكتورة ستيفاني كافدا، رئيسة قسم الترميم وحفظ المقتنيات في متحف، في جولة للتعرّف على هذه المراحل الأساسية عن كثب.

المشاركة مع صديق

في متحف، تعتبر رحلة العمل الفني عملية منظمة بعناية، تضمن الحفاظ على كل قطعة، وتقديمها للجمهور في أفضل حالة ممكنة من حيث الجودة والحفظ، سواء كانت مقتناة حديثاً، أو بتكليف خاص، أو تبرعاً، أو إعارة.

العزل المؤقت والتخزين

عند وصول الأعمال الفنية الجديدة إلى متحف، تُنقل أولاً إلى وحدة تخزين خارجية، حيث توضع في غرفة عزل مؤقت تُعرف باسم "غرفة الحجر". وذلك لأن بعض المواد المستخدمة في تغليف وشحن المقتنيات، مثل الخشب، قد تجذب الآفات أو تتسبب في نمو العفن. فعند دخول عمل فني مصاب إلى مخازن المتحف، يمكن للحشرات مثلاً أن تنتشر بسرعة إلى المواد القريبة، لا سيما العضوية منها مثل الخشب، والنسيج، والورق، والجلد، والألياف الطبيعية. وقد يؤدي ذلك إلى أضرار دائمة، مثل الثقوب، أو البقع، أو ضعف البنية العامة لهذه الأعمال المصابة. لذا، تبقى الأعمال الفنية في هذه المنطقة الخارجية إلى أن يتولى فريق حفظ المقتنيات في المتحف فحص حالة كل قطعة والتأكد من سلامتها قبل إدخالها إلى المجموعة الدائمة.

tbc

الصورة: بإذن من أرشيف الترميم بمتحف.

الصناديق، والنقل، ومناولة المقتنيات

توضع المقتنيات المختارة للعرض بعناية داخل صناديق مصمّمة خصيصاً لهذا الغرض، وتُنقل بواسطة شاحنات مخصصة لنقل الأعمال الفنية والمقتنيات. وقد صُمّمت هذه الصناديق لتقاوم الصدمات وتغيرات درجات الحرارة، وهي مبطّنة بمواد خالية من الأحماض ومستقرة كيميائياً؛ من أجل حماية المقتنيات أثناء النقل.
وعند وصول المقتنيات إلى المتحف، يتولى فنّيو مناولة المقتينات تفريغ الصناديق بعناية فائقة. وتتم عملية التفريغ عند منصة تحميل خاصة تقع بالقرب من مختبر حفظ المقتنيات في متحف، بما يضمن نقل المقتنيات والمعدات بسلاسة وأمان، ودون تعريضها لأي أضرار.

tbc

الصورة: بإذن من أرشيف الترميم بمتحف.

tbc

الصورة: بإذن من أرشيف الترميم بمتحف.

tbc

الصورة: بإذن من أرشيف الترميم بمتحف.

tbc

الصورة: بإذن من أرشيف الترميم بمتحف.

عملية الحفظ

في مختبر حفظ المقتنيات، تخضع الأعمال الفنية لفحص دقيق لتقييم حالتها وتحديد ما إذا كانت بحاجة إلى أي عناية. وتُنفَّذ المعالجات الفنية بهدف تحسين الحالة المادية والمظهر العام للمقتينات، وذلك باستخدام مواد آمنة ومستقرة كيميائياً.

وقد تشمل هذه المعالجات تنظيف الأسطح، وتثبيت الأجزاء الهشّة (مثل منع تقشّر الطلاء أو تصدّع المنحوتات)، وإصلاح الأضرار أو إعادة اللمسات الجمالية إذا اقتضت الحاجة. وفي بعض الحالات، قد يُستبدل جزء من العمل الفني لضمان سلامة بنيته. يُوثَّق كلّ تفصيل من هذه العملية بدقة، باستخدام الصور، ضمن نظام إدارة المجموعات المعروف باسم (EMu).

tbc

الصورة: بإذن من أرشيف الترميم بمتحف.

العرض، وما بعد العرض، والتخزين

بعد الانتهاء من عملية الحفظ، تُنقل المقتينات إلى قاعات العرض حيث تُعرض حتى نهاية المعرض. وعادة ما تقوم المتاحف بتدوير مجموعاتها بشكل منتظم للحفاظ على تنوّع العروض وجاذبيتها، إلى جانب تنظيم معارض مؤقتة متعددة تتمحور حول موضوعات محددة.

وعند انتهاء كل معرض، تُفحص المقتنيات مجدداً من قبل أخصائيي الحفظ، ثم تُغلَّف بعناية مرة أخرى تمهيداً لنقلها إلى المخزن الخارجي. وهناك، تُحفظ بأمان في ظروف إضاءة وحرارة ورطوبة مثالية، إلى حين استخدامها في معرض جديد.

tbc

الصورة: بإذن من أرشيف الترميم بمتحف.

tbc

الصورة: بإذن من أرشيف الترميم بمتحف.

tbc

الصورة: بإذن من أرشيف الترميم بمتحف.

في متحف، تمر كلّ قطعة فنية برحلة مدروسة بعناية منذ لحظة وصولها وحتى عرضها أمام الجمهور. وفي كل مرحلة من هذه الرحلة، سواء في النقل، أو الحفظ، أو العرض، يحرص متحف على الحفاظ على كل عمل فني، وضمان إتاحته للجمهور لسنوات قادمة.

ومن خلال هذا النهج المتكامل، يواصل متحف أداء دوره كمساحة حيّة تزدهر فيها الفنون العربية الحديثة والمعاصرة، ويتفاعل معها جمهور عالمي متنوع، وتتبلور حولها حوارات جديدة باستمرار.

الدكتورة ستيفاني كافدا رئيسة قسم الترميم وحفظ المقتنيات في متحف: المتحف العربي للفن الحديث.