ضياء العزاوي، رسام ونحّات عراقي بارز، ويُعد من بين أهم الفنانين الحداثيين في العالم العربي.
يُشتهر العزاوي بأعماله الفنية المُشبعة بالدلالات والمفعمة بالخيال، مزاوجاً في أسلوبه بين التاريخ الثقافي الغني، والأسطورة، والأشكال التجريدية.
تشمل أعماله لوحات ومنحوتات ومطبوعات ورسومات وكتباً فنية، يطلق عليها اسم "دفاتر"، والتي تترجم شغفه بالشعر والأدب. كثيراً ما يستوحي العزاوي أعماله من الأساطير القديمة، وعلى رأسها ملحمة جلجامش السومرية.
ما الذي كشف عنه الفحص الدقيق لهذا العمل الفني؟
في إطار الاستعداد لأحد المعارض في متحف، نُقل هذا العمل الفني إلى مختبر حفظ المقتنيات بغرض الكشف عن حالته وتقييمها عن كثب. ما تبيّن حينها هو أن العمل قد تعرض للكثير من تقلبات الحرارة والرطوبة على مر السنين، عدا عن تأثيرات الزمن الطبيعية، وهو ما نجم عنه التواء اللوح الخشبي الذي ثُبّت عليه النسيج وانكماشه، فلم يعد بمقدوره توفير الدعم المطلوب، بل تسبب في إلحاق الضرر بالنسيج. وما زاد الأمر سوءاً هو أن التثبيت الأصلي اعتمد على مسامير أحدثت ثقوباً في العمل.
عندما فصل فريق الترميم النسيج بعناية عن اللوح الخشبي، تبيّن أن الفنان استخدم نظام دعم من طبقتين: شبكة بلاستيكية وقماش مثبتين بغراء. ومع مرور الوقت، اصفرّ الغراء وفقد فعاليته، مما أضعف النسيج وتسبب في تيبس القماش وظهور بقع عليه. لذلك، كان من الواضح أنه لا بد من استبدال الدعامة القديمة، رغم أنها كانت أصلية.