كثيراً ما يشار إلى محمود مختار على أنّه النحات الأول في مصر حتى "بعد أكثر من 1700 عام"(1). سعى محمود مختار إلى إنشاء لغة تشكيلية مرنة ذات مراجع بصرية، بهدف خلق انسجام بين الجمهور المصري المعاصر وهويته الثقافية والتاريخية. فصل النحات نفسه من خلال ممارسته الفنية، عن التدريب الأكاديمي الذي تلقاه في أوروبا، لينتقل تدريجياً بأعماله المنحوتة نحو فنّ يتصف بمزيد من القومية.
طيلة مسيرته الفنية، استوحى محمود مختار إلهامه من مشاهد الحياة اليومية في ريف مصر، حيث كان يبحث عن الطابع المصري في عمله. وقد برز شكل الفلّاحة في كثير من مواضيع أعماله، وأنتج عدداً كبيراً من المنحوتات التي تمثل هذه الشخصية، وبأحجام مختلفة، ومن ضمنها التمثال البرونزي المسمّى على ضفاف النيل (1930). هذا التمثال جزء من المجموعة الدائمة في متحف. يصوّر العمل الفني المصنوع بالحجم الطبيعي فلاحة ترتدي "طرحة" (حجاب مصري تقليدي) وتحمل "بلاّص" (جرّة تستخدم لحمل الماء) على رأسها.