The exterior of a pearl box, made of wood, against a black background
جميع القصص

إضاءة على المقتنيات: صندوق اللؤلؤ من القرن الثامن عشر

9 أغسطس 2022

علي الزهيري

تنتمي هذه التحفة النادرة إلى مجموعة المقتنيات الدائمة التي يضمها متحف قطر الوطني، حيث يضم المتحف مجموعة واسعة من المقتنيات والقطع الفنية والممتلكات التي تسلط الضوء على تاريخ قطر وقصتها عبر العصور، وتعد زيارته فرصة رائعة للتعرف على هذا التاريخ.

المشاركة مع صديق

في عام 2009 عثر فريق من الباحثين خلال زيارة استكشافية إلى منطقة الزبارة على صندوق لؤلؤ قديم (بشتختة) يعود إلى القرن الثامن عشر، حيث كانت تجارة اللؤلؤ وقتها في أوج ازدهارها.

وتعود ملكية هذا الصندوق في الأصل إلى أحد العاملين في تجارة اللؤلؤ والذي كان يمارس أعماله بالقرب من الزبارة. وعادةً ما يحتوي صندوق اللؤلؤ على أدوات مهمة لتجار اللؤلؤ مثل الميزان وكتاب اللؤلؤ وغيرها.

ويعكس هذا الصندوق أهمية صيد اللؤلؤ في قطر في القرن الثامن عشر، وربما يكون أقدم صندوق لؤلؤ في منطقة الخليج بأسرها.

الموقع الذي عثر فيه على الصندوق

الموقع الذي عثر فيه على الصندوق كان موقعاً أثرياً يضم ساحة منزل بُنِي وفق الطريقة التي كانت سائدة حينها في تلك المنطقة. وقد كان المنزل مصمماً بطريقة تراعي خصوصية سكانه. كما تضمن تصميمه تقسيمات ذات استخدامات محددة مثل مكان مخصص لطهي الطعام، وآخر لإنتاج دبس التمر، وغيرها.

ومن المرجح أن يكون سكان المنزل الأصليون عائلة كانت تعمل في تجارة اللؤلؤ، وذلك وفقاً لملامح المنزل والزخارف الموجودة فيه، مثل وجود نقش مركب شراعي على جص أحد الجدران، والزخارف الموجودة عند مدخل البيت، إضافة إلى صندوق اللؤلؤ.

وقد استخرج المنقبون الصندوق ككتلة واحدة مع التربة المحيطة به، وخضع بعدها لعمليات ترميم معقدة على يد فريق من المرممين المختصين في متاحف قطر.

صورة خارجية لصندوق اللؤلؤ المصنوع من الخشب، على خلفية سوداء

عُثر على هذا الصندوق أثناء التنقيب في موقع أثري بالقرب من الزبارة، وتعود ملكيته إلى إلى أحد العاملين في تجارة اللؤلؤ. © متحف قطر الوطني

أجزاء الصندوق

يتكون هذا الصندوق من أربعة ألواح تربط بينها مفاصل خشبية عند الزوايا. يحتوي اللوح الأيمن والأيسر على مسمارين من الحديد، وربما كان هناك خطان عموديان من ثلاثة مسامير حديدية، ثلاثة منها ما تزال في مكانها، والأخرى تبدو آثارها في الخشب. ومن المتوقع أن هذه المسامير وجدت لتثبيت بعض العناصر الزخرفية على الصندوق، كالسبائك النحاسية، وهي عناصر شائعة في هذا النوع من الصناديق. ومن المحتمل أن الصندوق ضم في الماضي خمسة مسامير مركزية أخرى، اثنان على كل جانب وواحد في المنتصف، لتثبيت سبيكة نحاسية للزخرفة. ويدعم هذا الاحتمال وجود بقايا سبائك نحاسية حول أربعة من المسامير الخمسة. كما تبرز أربعة مسامير أخرى من اللوحة الخلفية والأمامية، من المحتمل أنها كانت تمسك قاعدة الصندوق.

الصندوق من الداخل

ينقسم الصندوق من الداخل إلى خمس حجرات ضحلة، وحجرة عميقة واحدة، تفصل بينها جدران خشبية، وتربط بينها مفاصل خشبية. وتنتشر على سطوح الصندوق بقايا قماشية ذات لون أحمر، إضافة إلى بقايا من الأصباغ وربما المواد اللاصقة، مما يشير إلى أن الصندوق ربما كان مغطى ومبطناً بنسيج ما.

ومن المفترض أن يضم هذا الصندوق غطاء لإقفاله، لكنه لم يعثر عليه عند الحفر، بينما ما يزال قفله الحديدي سليماً، وكذلك جزء من مفتاحه. أما أجزاء الصندوق الخارجية فيحمل كثير منها بقايا قماش أحمر، خاصةً على جانب القفل المعدني. كما لم يتبق من أرضيته سوى قطعتين فقط.

للاستمتاع بمشاهدة هذه التحفة النادرة، يمكنكم زيارة متحف قطر الوطني والاطلاع على الصندوق وغيره من المقتنيات الرائعة.

علي الزهيري - أخصائي تحرير محتوى أول في متاحف قطر