يتتبع المعرض نشأة الفن الحديث والمعاصر في قطر منذ النصف الثاني من القرن العشرين. برأيك، ما السياق الزمني أو الحدث وراء هذا التوجه الفني؟
فاطمة مصطفوي: تطور الفنون التشكيلية في قطر جاء بشكل طبيعي ومتزامن مع نشوء الدولة الحديثة القائمة على المؤسسات. فرغم وجود الحِرَف التقليدية والفنون الصناعية منذ زمن طويل، فإن علاقة الفنانين القطريين بالألوان الكيميائية وأشكال التعبير الفني الحديث بدأت من مقاعد التعليم الأساسي.
كان للفنانين الرواد دور محوري في رسم ملامح المشهد الفني المحلي، في حين لعبت المبادرات الحكومية دوراً أساسياً في دعم هذا الحراك وبناء البنية التحتية للفنون في البلاد.
كيف تم اختيار الأقسام الثلاثة للمعرض؟ هل كانت الموضوعات مستوحاة من الأعمال الفنية أم العكس؟
فاطمة مصطفوي: كان اهتمامي منصباً على استكشاف الموضوعات التي استحوذت على خيال الفنانين القطريين، سواء في سياق الفن الحديث أو المعاصر. أردت أن أتعمق في السرديات البصرية التي قدموها، وأتتبع مصادر الإلهام التي غذّت تجاربهم.
الموضوعات التي اعتمدتُها في هذا المشروع استُلهمت بدرجة كبيرة من مجموعة الشيخ عبد الله بن علي آل ثاني، والتي تُعد مدخلاً غنياً لفهم تطور التعبير الفني في قطر.
يضم المعرض أعمالاً من المجموعة الخاصة للشيخ عبد الله بن علي آل ثاني. كيف يختلف إعداد معرض قائم على مجموعة خاصة عن معرض يعتمد على مقتنيات عامة؟
فاطمة مصطفوي: أعتقد أن مدى انخراط القيّم الفني مع صاحب المجموعة، ومدى إظهاره لجوانب من شخصيته، يعتمد في النهاية على رؤية القيّم الخاصة بالمعرض.
في هذا المشروع، حرصت بشكل خاص على إبراز رؤية الشيخ عبد الله بن علي، بوصفه جامعاً فنياً يحمل شغفاً حقيقياً تجاه المشهد الفني القطري. ووجدت اهتماماته تتقاطع مع اهتمامي الشخصي في توثيق الفن القطري ودراسته، وذاك ما ساعدني في صياغة سردية فنية تتناغم مع السياق الثقافي المحلي.