tbc

انتي من روحي قريبه: حكاية الفن الحديث و المعاصر في قطر

17 يونيو 2025

مقابلة مع فاطمة مصطفوي

فاطمة مصطفوي، القيّمة الفنية لمجموعة فنون الشرق الأوسط وغرب آسيا في متحف: المتحف العربي للفن الحديث، والقيمة الفنية لمعرض "انتي من روحي قريبه" الذي اختيرت معروضاته من مجموعة عبدالله بن علي بن سعود آل ثاني، تأخذنا في جولة عبر نشأة وتطور الفن المعاصر في قطر، مستعرضةً الدور المحوري لهذه المجموعة الفنية الخاصة التي أثرت المشهد الفني المحلي.

المشاركة مع صديق

يتتبع المعرض نشأة الفن الحديث والمعاصر في قطر منذ النصف الثاني من القرن العشرين. برأيك، ما السياق الزمني أو الحدث وراء هذا التوجه الفني؟

فاطمة مصطفوي: تطور الفنون التشكيلية في قطر جاء بشكل طبيعي ومتزامن مع نشوء الدولة الحديثة القائمة على المؤسسات. فرغم وجود الحِرَف التقليدية والفنون الصناعية منذ زمن طويل، فإن علاقة الفنانين القطريين بالألوان الكيميائية وأشكال التعبير الفني الحديث بدأت من مقاعد التعليم الأساسي.

كان للفنانين الرواد دور محوري في رسم ملامح المشهد الفني المحلي، في حين لعبت المبادرات الحكومية دوراً أساسياً في دعم هذا الحراك وبناء البنية التحتية للفنون في البلاد.

كيف تم اختيار الأقسام الثلاثة للمعرض؟ هل كانت الموضوعات مستوحاة من الأعمال الفنية أم العكس؟

فاطمة مصطفوي: كان اهتمامي منصباً على استكشاف الموضوعات التي استحوذت على خيال الفنانين القطريين، سواء في سياق الفن الحديث أو المعاصر. أردت أن أتعمق في السرديات البصرية التي قدموها، وأتتبع مصادر الإلهام التي غذّت تجاربهم.

الموضوعات التي اعتمدتُها في هذا المشروع استُلهمت بدرجة كبيرة من مجموعة الشيخ عبد الله بن علي آل ثاني، والتي تُعد مدخلاً غنياً لفهم تطور التعبير الفني في قطر.

يضم المعرض أعمالاً من المجموعة الخاصة للشيخ عبد الله بن علي آل ثاني. كيف يختلف إعداد معرض قائم على مجموعة خاصة عن معرض يعتمد على مقتنيات عامة؟

فاطمة مصطفوي: أعتقد أن مدى انخراط القيّم الفني مع صاحب المجموعة، ومدى إظهاره لجوانب من شخصيته، يعتمد في النهاية على رؤية القيّم الخاصة بالمعرض.

في هذا المشروع، حرصت بشكل خاص على إبراز رؤية الشيخ عبد الله بن علي، بوصفه جامعاً فنياً يحمل شغفاً حقيقياً تجاه المشهد الفني القطري. ووجدت اهتماماته تتقاطع مع اهتمامي الشخصي في توثيق الفن القطري ودراسته، وذاك ما ساعدني في صياغة سردية فنية تتناغم مع السياق الثقافي المحلي.

حرصت بشكل خاص على إبراز رؤية الشيخ عبد الله بن علي، بوصفه جامعاً فنياً يحمل شغفاً حقيقياً تجاه المشهد الفني القطري. ووجدت اهتماماته تتقاطع مع اهتمامي الشخصي في توثيق الفن القطري ودراسته.

فاطمة مصطفوي

يحمل المعرض أيضاً بُعداً شخصياً واضحاً في تصميم فضاء العرض. فعلى سبيل المثال، توزيع الأعمال على الجدران الثلاثة، ضمن الأقسام الثلاثة للمعرض، مستوحى من أحد جدران مجلس الشيخ عبد الله، حيث يعلّق أعمالاً لفنانين عرب من التيارات الحديثة والمعاصرة بطريقة متقاربة ومتراصة.

tbc

وضحى المسلم، بإذن من متاحف قطر ©2025

كذلك، تم اختيار لوحة الألوان المستخدمة في المعرض انطلاقاً من شعار مجموعة الشيخ عبد الله الخاصة، وهو شعار يستمد ألوانه من البيئة القطرية. هذه التفاصيل، رغم بساطتها، تُضفي بعداً شخصياً ومكانياً يعمّق من تجربة الزائر.

أما الأغنية التي رافقت المعرض بوصفها سرداً بصرياً وموسيقياً، فقد كانت من أولى العناصر التي أشار إليها الشيخ عبد الله في لقاءاتنا الأولى. وعند العمل على مجموعة فنية خاصة، تمنحنا هذه اللمسات فرصة نادرة لصياغة حكايات ذات طابع حميمي ومرتبطة بجذورها الثقافية.

tbc

وضحى المسلم، بإذن من متاحف قطر ©2025

هل يمكنك تسليط الضوء على بعض أبرز الأعمال في المعرض وما سبب تميزها بالنسبة لك؟

فاطمة مصطفوي: من الصعب دائماً اختيار عمل دون غيره، فكل قطعة تحمل قيمتها الخاصة. ومع ذلك، تبرز لوحة قطر لجاسم الزيني بروحها الاحتفائية، وهي تمثل مرجعاً بصرياً قوياً لطموحات الفنانين القطريين في ستينيات القرن الماضي، وهو الشعور ما يزال حياً ويتردد صداه حتى اليوم. تعكس اللوحة شغف الزيني بالتجريب، دون أن ينفصل عن جذوره الثقافية العميقة.

tbc

وضحى المسلم، بإذن من متاحف قطر ©2025

tbc

وضحى المسلم، بإذن من متاحف قطر ©2025

tbc

وضحى المسلم، بإذن من متاحف قطر ©2025

ومن الأعمال اللافتة أيضاً لوحة منظر سيلين لفرج دهام، وهي عمل تجريدي يلتقط بروعة الجوهر البصري لمنطقة سيلين في قطر. ما يثير إعجابي فيها هو كيف حوّل دهام مشهداً أفقياً مألوفاً إلى تكوين عمودي هادئ، وهو تغيير بسيط في المنظور، لكنه محمّل بقوة تعبيرية كبيرة.

أما لوحة مرآة الروح لوفِيقة سلطان، فهي قطعة آسرة بدورها. تقدم من خلالها الفنانة رؤيتها عن المرأة المثالية، مجسدةً إياها في هيئة بسيطة تحتل مركز اللوحة بثقة ورقّة في آن معاً. وقد أضفت الألوان الزاهية على التكوين البسيط عمقاً عاطفياً ملموساً.

ما الانطباع الذي تأملين أن يخرج به زوار معرض "انتي من روحي قريبه"؟

فاطمة مصطفوي: آمل بصدق أن يستمتع الزوار بتجربتهم داخل المعرض، وأن يغادروا وهم يحملون فهماً أعمق للفن القطري،  وربما تقديراً أكبر لما يختزنه من غنى وأهمية ثقافية.

ريم شداد: أخصائي تحرير محتوى أول في متاحف قطر

قد يُعجبك أيضاً

Curator interviews

txt

فن معاصر

إضاءة على حفظ المقتنيات: جهود الحفاظ على العمل الفني "بلا عنوان" (1982) لضياء العزاوي

9 سبتمبر 2025

بقلم الدكتورة ستيفاني كافدا

متحف: المتحف العربي للفن الحديث اقرأ
alt text

معرض

سرديات وأصداء: جولة في كواليس معرض "أطيافنا، أطيافكم" مع ماتيو أورليان

15 يوليو 2025

أجرى المقابلة: فريندا أبيلاش

متحف: المتحف العربي للفن الحديث اقرأ
tbc

فن معاصر

انتي من روحي قريبه: حكاية الفن الحديث و المعاصر في قطر

17 يونيو 2025

مقابلة مع فاطمة مصطفوي

متحف: المتحف العربي للفن الحديث اقرأ
tbc

متحف

مرحباً بكم في متحف

10 يونيو 2025

إنتاج فني: باسكال أبو جمرا

متحف: المتحف العربي للفن الحديث شاهد