يُشار إلى أن هذا البرنامج يدعم الفنانين المتمرّسين ممّن يقيمون في قطر، ويضمن توطيد العلاقة بين مطافئ والفنانين المحليين من مختلف مستويات الخبرة، بهدف دعم وتعزيز الحوار بين الفنانين المخضرمين والناشئين في قطر.
في عام 2021، أطلق مطافئ النسخة الأولى من برنامج الإقامة الفنية للرواد سعيًا منه لدعم الفنانين من ذوي الخبرة في قطرفي زمنٍ أضحت فيه الرؤية سلاحًا، يستحضر عيسى ديبي في لوحاته بمعرض "ما تبقّى ليُرى" صورة أنظمة السلطة والرقابة، حيث ترفض أعماله الرؤية الجوية التي تُسطّح المدن وتختزلها إلى خرائط وبيانات، وترفض اختزال حياة ساكنيها إلى مجرّد بيانات وأرقام، معيدةً لفعل الرؤية جوهره الأخلاقي والإنساني.
من خلال بطء اللون وإيقاع الحركة، يقاوم ديبي تسارع الثقافة البصرية، محوّلًا فعل الرسم ذاته إلى فعل اهتمامٍ ومقاومة. وتستحضر حقوله الرمادية وآفاقه المتشظّية المدن بعد الكارثة، حيث يتحوّل الأبيض إلى محو، والأسود إلى أثرٍ لما تبقّى، وتعلو الطيور شاهدةً على هذا الفقد.
هذه الأعمال لا توثّق الدمار، بل تعيد تركيب ذاكرته. ومن خلال استحضار رواية غسّان كنفاني «ما تبقّى لكم»، يحوّل ديبي فعل النظر إلى سؤالٍ وجودي: ماذا يتبقى لنراه حين يضيع كل شيء؟ أن ترى، هنا، يعني أن تصمد، وأن تصمد، هو في حدّ ذاته فعل مقاومة. أن تنظر، هنا، هو أن تتذكّر، وأن تتذكّر هو أن تقاوم الفناء.