طوال القرن العشرين، دُرِس الماء من قبل مجالات بحثية ووجهات نظر وثقافات متعددة، كانت في أغلبها مدفوعة بمواقف إيديولوجية مُسبقة. وشكَّل الماء، بموازاة كونه موضوعاً مثيراً للجدل السياسي والاقتصادي والجغرافي والثقافي، مادة ورمزاً للعديد من المشاريع الإبداعية الفنية والأدبية والسينمائية والصوتية.
اليوم لم نعد ننظر إلى وحدات التحليل، وطرق الرؤية، التي اعتدنا اعتبارها أمراً ثابتاً عند النظر للعالم، مثل الزمان والمكان والبلدان والتشكيلات الاقتصادية الاجتماعية، على أنها مقيدة بفكرة الموقع المادي على الأرض.
فنجد أن بعض الباحثين والفنانين الذين يتحركون، بوعي وباستمرار، ما بين قطبي الثنائية (الماء - والأرض) بحثاً عن إمكانيات معرفية وجمالية بديلة، يستخدمون تشكيلات خطابية وجمالية جديدة، مثل التدفق، والسيولة، والخلخلة والاهتزاز، وتمثيل الذات، والهجرة، والبداوة، والتشرد وانعدام الجنسية، وغيرها.
مؤخراً، أدى التقاطع ما بين التغييرات المناخية، والرأسمالية المتأخرة، والاستعمار الجديد، ونظام التجارة العالمي السائد، وصعود حقبة التأثير البشري، أو الأنثروبوسين، والتحولات الكارثية الناتجة عنه، إلى قيام الفنانين والباحثين بالبحث عن فهم بديل لدور المياه، وارتباطها الجوهري بالحياة، يمكّن من استكشاف مستقبل أفضل، ليس للإنسان وحده، وإنما لكل ما هو موجود على كوكب الأرض، والكوكب بحد ذاته.
وسيركز هذا المؤتمر، الذي ينظمه معهد الدوحة للدراسات العليا، ومهرجان الفنون التشكيلية الجديد رباعية قطر، على هذه المقاربات البديلة، وسيسعى إلى إعادة تعريف واستكشاف وجهات نظر جديدة حول أهمية المياه في عالمنا.
ندعو المهتمين بتقديم مقترحات أوراق بحثية، تركز على المياه، من مختلف المجالات، مثل العلوم السياسية، والاقتصاد، والجغرافيا، وعلم الاجتماع، والأنثروبولوجيا، والأدب المقارن، والتاريخ، والفلسفة، والدراسات الثقافية، والفنون الإبداعية. ونرحب بالمقترحات التي ترى المياه من زوايا مختلفة إذ يمكن النظر إليها على أنها موقع لإنتاج للمعرفة التقليدية والناشئة، وموقع للقيود والحرية، وللسيطرة وانعدامها، وللانسيابية وللسيولة. وقد يساعدنا استكشاف هذه الجوانب من المياه في اكتساب رؤى أعمق حول الماضي والحاضر وما قد يحمله المستقبل.
نؤمن أن خلق هذه المنصات متعددة التخصصات، من خلال المؤتمر، سيعزز الروابط بين مجتمعات الباحثين والفنانين، وسيطور دراسات المياه والمشاريع الفنية كماً ونوعاً، وسيسلط الضوء على الترابط بين المعرفة والإبداع حين يتعلق الأمر بفهم وتمثيل المياه في عصرنا الحالي وما بعده.
تأسس معهد الدوحة للدراسات العليا في قطر في عام 2015 كمؤسسة مستقلة للدراسات العليا، ومقره الدوحة. يقدّم المعهد برامج الماجستير والدكتوراة في كليتين، هما: كلية العلوم الاجتماعية والإنسانية، وكلية الاقتصاد والإدارة والسياسات العامة، معتمدًا اللغة العربية كلغة أساسية للدراسة والبحث، مع اشتراط إتقان الإنجليزية.
رباعية قطر معرض للفنون البصرية يقام كل أربع سنوات على مستوى دولة قطر، ومن المقرر إطلاق نسخته الأولى في أكتوبر 2026. وهو مشروع تعاوني بالاشتراك مع عدد من المؤسسات في قطر، ويتضمن البرنامج أيضًا مجموعة متنوعة من البرامج الأكاديمية والمعارض المؤقتة وورش العمل، والتي ستتوالى على مدى السنوات التي تسبق الافتتاح.
متطلبات الاقتراح:
- ملخص من 250 إلى 500 كلمة
- تُقبل الملخصات والأوراق البحثية باللغة العربية أو الإنجليزية.
- آخر موعد للتقديم: 10 يناير 2024
- ترسل المقترحات على البريد الإلكتروني: submissions@rubaiyat.org.qa