يصل معرض "مقبول فدا حسين: جذور وعصور" إلى الدوحة بعد عرضه الأول في صالة عرض ماجازيني دل سالِه بالبندقية، ضمن فعاليات الدورة الستين من بينالي البندقية الذي أقيم عام 2024. ويحتفي المعرض بأحد أبرز رسامي الحداثة في الهند، ويستكشف أعماله من خلال الخرائط الرقمية والرسوم المتحركة التي طوّرتها شركة فيزيوني، محوّلاً فن حسين إلى تجربة حية متعددة الحواس.

مقبول فدا حسين: جذور وعصور
معرض متنقل
الجمعة: 1.30–8 مساء (موعد آخر دخول 7.30)
السبت إلى الخميس: 9 صباحاً–7 مساء (موعد آخر دخول 6.30)
على الرغم من تجذره في أرض واحدة، كان مقبول فِدا حسين رحّالة بين أراضٍ عدة، فتجلّت رؤيته كرحلة لا تعرف السكون. يقدم معرض "مقبول فدا حسين: جذور وعصور" الذي أعده متحف كيران نادار للفنون بالتعاون مع متاحف قطر، تجربة نادرة مع فنان حوّل إيقاعات الحياة اليومية إلى لغة فنية فريدة، تتخطى الحدود عبر الشكل واللون والخيال.

مقبول فدا حسين، "كربلاء"، 1990، ألوان أكريليك على قماش. 81.9x121.9 إنش مجموعة متحف كيران نادار للفنون. الصورة: © متحف كيران نادار للفنون.
وُلد مقبول فِدا حسين (1913–2011) في ماهاراشترا، الهند، وكان فناناً علّم نفسه بنفسه. لم يتلق تعليماً أكاديميّاً أو رسميّاً، بل تشكّل عبر التجوال في الشوارع والانغماس في البيئة المحيطة به، مستوعباً جوهر الهند من خلال تنوع الحياة اليومية وثرائها البصري. وقد أبت ممارسته الفنية أن تُحصر ضمن تعريفات جغرافية أو ثقافية ضيقة. مسترشداً بروح فريدة وفضول لا يشبع، صاغ حسين لغة فنية جديدة أذابت الحواجز بين الفنون الجميلة والحرف، وبين الهادئ والرائع. استمدت أعماله إلهامها من التأثيرات العالمية، لكنها بقيت متجذّرة بعمق في النسيج الثقافي للهند، مستندة إلى أساطيرها وتقاليدها الشعبية وإيقاعاتها الحية.

مقبول فدا حسين في حي نظام الدين، نيودلهي، 1995. حقوق الصورة: بارثيف شاه. مجموعة متحف كيران نادار للفنون. الصورة: بإذن من بارثيف شاه.
يعكس عنوان المعرض جذور وعصور هذه الثنائية: رغبة حسين الدائمة في الإبقاء على جذوره، مع احتفاظه بحرية الترحال. ويشير العنوان أيضاً إلى ارتباطه العميق بروح الحضارة الهندية، إلى جانب رحلاته المستمرة، سواء الجسدية أو الفكرية. ومن خلال سرد غامر، يُدعى الزوّار لاستكشاف العوالم المتشابكة لفنه وحياته، متتبعين رحلاته عبر المدن والمناظر الطبيعية، ولقاءاته مع السينما، والشعر، والموسيقى، والفن الأدائي، بالإضافة إلى التزامه الثابت بتصوير الهند بوصفها فسيفساء ثقافية متعددة الأوجه.
وبتقديمه مقبول فِدا حسين وفق رؤيته الخاصة، يحتفي المعرض برؤيته المتكاملة. فقد استوعب دروس الحداثة الغربية، لكنه حوّلها إلى تعبير فني فريد لا ينفصل عن روح الهند. وتقدّم هذه النسخة في الدوحة فرصة للجمهور ليتفاعل بشكل خاص مع خيال حسين اللامحدود وولعه بالفن، الذي يستمر في إلهام الأجيال القادمة.







