بداية من ستينيات القرن العشرين، قدّم النمو الاقتصادي السريع وظهور مراكز أعمال جديدة خارج الولايات المتحدة فرصاً لشركة باي للتوسع على الصعيد العالمي. نفّذت الشركة مشاريع رائدة في سنغافورة التي نالت استقلالها حديثاً، مما خدم مخطط بناء الدولة ما بعد الاستعمار، بالإضافة إلى مشاريع في دول الشرق الأوسط الغنية بالنفط مثل إيران، التي كانت تسعى إلى تعزيز مكانتها الدولية من خلال تشييد معالم معمارية بارزة.
ساعدت هذه المشاريع على دعم مكتب باي الكبير خلال فترة الركود الاقتصادي في الولايات المتحدة في السبعينيات، كما أظهرت قدرة باي على الضبط الاستراتيجي لأساليب التصميم والتخطيط التي استخدمها في الولايات المتحدة لتلبية تطلعات الحكومات والشركات في سياقات متعددة الثقافات.
مشروع تطوير كابساد (1975–1978؛ لم يُنفذ)، طهران
بدأ تصميم مقر بنك الائتمان الصناعي في طهران بخطة متواضعة، ثم توسّع ليصبح مربعاً حضرياً تبلغ مساحته أربعة عشر هكتاراً. تلبيةً لرغبة إيران في تنفيذ مشاريع تطوير واسعة النطاق تضم مبانٍ عامة إلى جانب مساكن حديثة؛ صمم باي مزيجاً من الأبراج منخفضة ومتوسطة وعالية الارتفاع، اشتملت على شقق سكنية، وأبراج مكاتب، وفندقاً، ومركز تسوق. تم تقسيم الأرض إلى قطع مربعة، وترتيب المباني بطريقة تحاكي الفناءات المسورة التاريخية في البلاد. تم التخلي عن المشروع مع بداية الثورة الإسلامية في الفترة ما بين 1978 و1979.
مشروع "رأس لا ديفونس" (1970–1971؛ لم يُنفذ)، باريس
يُعد هذا التصميم قليل الشهرة لبرجين شاهقين في المنطقة التجارية الممولة من الدولة الفرنسية "لا ديفونس" بمثابة انطلاقة باي في باريس، رغم أن المشروع لم يتم تنفيذه. خاطب التصميم العديد من تحديات التخطيط الحضري، مثل إمكانية وصول العامة وحركة المركبات. كان من المقرر بناء المشروع في نهاية خط من المعالم الكبرى مثل متحف اللّوفر وقوس النصر، ويربط بين البرجين منحنى عند القاعدة يحافظ على رؤية المحور التاريخي لمدينة باريس.
إعادة تطوير مركز رافلز الدولي (1969–1972)، سنغافورة
في عام 1969، دعت سنغافورة، الدولة المدينة التي كانت قد استقلت حديثاً، آي. إم. باي ليتصور استخدام قطعة أرض مساحتها 13 هكتاراً في منطقة الأعمال المركزية. اقترح باي خطة "مدينة داخل مدينة" بهدف تعظيم قيمة الأرض وجعل سنغافورة وجهة مميزة، اشتملت على فنادق، ومكاتب، وتسوق، ومرافق سكنية، ومركز للمؤتمرات، وحديقة. لكن وقوع الأزمة الاقتصادية العالمية وتغير المستثمرين أدى إلى تنفيذ جزء واحد فقط من المشروع، وهو المجمع القائم على مربع سكني كبير والمعروف باسم "رافلز سيتي"، والذي اكتمل عام 1986.
البوابة (1981–1990)، سنغافورة
قدّم باي من خلال مجمع ناطحات سحاب البوابة المكون من برجين يظهران كشفرتين حادتين، اتساقاً عاماً وبوابة رمزية لمنطقة "غولدن مايل"، وهي منطقة تجارية متعددة الاستخدامات في سنغافورة. تأثر تصميم المشروع بموقعه المميز بين طريق الشاطئ، وطريق نيكول السريع، والجسور المرورية الجديدة. تتميز الأبراج بزواياها الحادة، وواجهاتها العاكسة، وبتصميم يوفر زوايا رؤية ديناميكية للمبنيين عند النظر إليهما من المركبات المتحركة.
مركز البنك الصيني للأعمال المصرفية الخارجية (1976-1970)، سنغافورة
اكتمل بناء مركز البنك الصيني للأعمال المصرفية الخارجية عام 1976، وكان أول مشروع لباي يُنفّذ بصورة متكاملة في سنغافورة. يقابل البرج النحيل ذو الزوايا المستديرة شارعاً ضيقاً من المباني التجارية السكنية، ويقع خلف ساحة مفتوحة التصميم. ويشكّل هذا التصميم انطلاقة جديدة ومغايرة لما كان سائداً حينها؛ حيث كانت أبراج المدينة تشغل كامل المساحة المخصصة لها. اعتمد باي على محورين إنشائيين قائمين بذاتهما ومتصلين بجمالونات فولاذية، ما أتاح الاستغناء عن الأعمدة الداعمة الداخلية، ولبّى متطلبات الحكومة بإنجاز المشروع بسرعة عالية.
مخطط تطوير منطقة مارينا ساوث (1982–1983؛ لم يُنفذ)، سنغافورة
كانت شركة باي واحدة من أصل شركتين فقط وُجهت لهما دعوة تصوّر مستقبل المنطقة التجارية المركزية في سنغافورة. أنشأت الشركة نموذجاً تفصيلياً اتسع ليشتمل على مناطق تتجاوز حدود الموقع المقترح، مما عكس مدى اهتمام باي وفريقه بالسياق العمراني المحيط ضمن رؤيتهم التخطيطية. توافق تصميم باي مع شبكة الطرق القائمة في المنطقة التجارية التاريخية للدولة المدينة، مما صنع اندماجاً سلساً بين المناطق القديمة والجديدة. وقد منح شكل المخطط مستقيم الخطوط شكلاً متجانساً للمنطقة في مختلف مراحل تطورها. على الرغم من التعديلات المتكررة التي طرأت لاحقاً، شكّل مقترح باي أساساً لمخطط حضري تضمن محوراً أخضر مركزياً وواجهتين تطلان على البحر؛ وهي عناصر محورية ساهمت في تشكيل الهوية المدنية لمنطقة مارينا باي.
صنينغ بلازا (1977–1982)، هونغ كونغ
كان صنينغ بلازا أول مشروع ينفذه باي في هونغ كونغ، وهو مجمّع مكتبي وسكني أُقيم على أنقاض مبنى سكني وفندق يعودان إلى خمسينيات القرن الماضي في منطقة كوزواي باي. خالف باي الممارسات المعمارية التقليدية المتبعة آنذاك، والتي كانت تشجع على استغلال كامل مساحة الأرض المتوفرة، حينما أقنع المطوّر العقاري بوضع مدخل البرج بعيداً عن حافة الشارع المصفوفة بالأشجار. وقد مكّنت هذه الواجهة ذات المساحة الرحبة من تعزيز القيمة التجارية للمشروع من خلال إضافة مساحات للمحال التجارية على مستوى الشارع أسفل الأبراج المكتبية والسكنية.
برج بنك الصين (1982–1989)، هونغ كونغ
كانت قطعة الأرض التي خُصصت لمقر بنك الصين الجديد في هونغ كونغ محاطة بالمحاور المرورية، ومواقف السيارات، والجسور متعددة المستويات. أثار الموقع المطوّق بالحركة المرورية استياء باي، الذي باشر بمفاوضة الجهات الحكومية المعنية، وأسفرت المفاوضات عن إعادة تشكيل رقعة الأرض إلى متوازي أضلاع تحيط به حدائق مثلثية الشكل من خلال نقل مساحة عامة في أحد أركان الموقع إلى مكان آخر. وضعت هذه الحدود الجديدة المبنى بموازاة شبكة الشوارع في منطقة سنترال، وأصبح المقر بمحاذاة طريق يؤدي إلى ميناء فيكتوريا بإطلالة غير محجوبة. كما منح إنشاء الطريق الجديد مدخلاً رسمياً للبرج يسهل الوصول إليه من قِبل السيارات والمشاة على حدّ سواء.