EN

الأُسس الثقافية المتنوعة في حياة باي

يقدّم القسم الأول من المعرض، "الأُسس الثقافية المتنوعة في حياة باي"، لمحة عن السنوات المبكرة من حياة آي. إم. باي بين هونغ كونغ وشنغهاي وسوتشو، وكيف أسهمت دراسته وتكوينه العلمي في الولايات المتحدة في تشكيل رؤيته العابرة للثقافات وفلسفته المعمارية.

المشاركة مع صديق

بلغ باي سن الرشد في وقتٍ كان العالم فيه مشحوناً بالتوترات؛ كساد اقتصادي وحربان جامحتان (الحرب الصينية اليابانية الثانية والحرب العالمية الثانية)، مما كان له بالغ الأثر على حياته، وقيّمه، وعمله. منحته هذه الأحداث القدرة على التكيّف مع مُختلف الأوساط، ومهدت له طريق النجاح كمعماري أميركي من أصل صيني ترك بصمته على مدن العالم.

ساهمت المدن التي ترعرع فيها باي بتطوير أسس العمارة الأولية لديه، التي تأثرت أيضاً بتيار التصميم المعاصر الذي كان في أوج انتشاره في الولايات المتحدة أثناء دراسته فيها. هذه الخبرات في التوفيق بين الهويّات المتعددة والعوامل المؤثرة الرسمية، ساعدت باي على تبني أسلوبٍ عابر للثقافات، يمزج بين تاريخ وظروف المكان وبين الأفكار المعاصرة والممارسات المعمارية والمجتمعية.

هونغ كونغ، وشنغهاي، وسوتشو

AR

صورة لتركيب المعرض "آي. إم. باي: العمارة تُشكّل الحياة" في جاليري متاحف قطر، الرواق، الدوحة، متاحف قطر بالتعاون مع متحف M+، هونغ كونغ. الصورة: وضحى المسلم، بإذن من متاحف قطر، ©2025.

كان والد باي، تسويي باي، مصرفياً لعب دوراً محورياً في نمو القطاع المصرفي في جمهورية الصين. انتقلت العائلة بسبب عمله مع بنك الصين إلى مدن كبيرة كهونغ كونغ ولاحقاً إلى شنغهاي. والتحق باي وأشقاؤه بمدارس كنسية تجمع بين التعليم والفلسفة الصينية والغربية معاً.

كان باي كثيراً ما يزور جده في مدينة سوتشو، والتي سرعان ما أصبحت حدائقها المسوّرة في منظور باي نقيضة لشنغهاي النابضة بالطابعين العالمي والحضري. ولهذه الأماكن جليل الأثر على طريقة فهم باي لتأثير السياقات التاريخية والثقافية على تشكيل المساحة والهوية.

باي في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا

AR

صورة لتركيب المعرض "آي. إم. باي: العمارة تُشكّل الحياة" في جاليري متاحف قطر، الرواق، الدوحة، متاحف قطر بالتعاون مع متحف M+، هونغ كونغ. الصورة: وضحى المسلم، بإذن من متاحف قطر، ©2025.

انطلقت مسيرة باي الجامعية من جامعة بنسلفانيا التي دربت جيلاً كاملاً من المعماريين الصينيين، ولكن سرعان ما أدرك أن منهج الفنون الجميلة في الكلية، الذي يركز على الجوانب التاريخية والمعالم العمرانية، لم يتوافق وطموحاته المعاصرة، ولذلك انتقل للدراسة في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.

رغب باي في بادئ الأمر بالتركيز على دراسة الهندسة في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، ولكن عميد كلية الهندسة، ويليام إيمرسون، استشعر إمكانياته في مجال التصميم، ونجح في إقناعه بدراسة التصميم المعماري عوضاً عن الهندسة. وتركت محاضرات المعماري السويسري الفرنسي لو كوربوزييه انطباعاً عميقاً على باي، فكان لو كوربوزييه يرى العمارة في إطار الاقتصاد، والصناعة، والتجريد، وأثر هذا المنظور لاحقاً في أطروحة باي الجامعية.

باي في جامعة هارفارد

AR

صورة لتركيب المعرض "آي. إم. باي: العمارة تُشكّل الحياة" في جاليري متاحف قطر، الرواق، الدوحة، متاحف قطر بالتعاون مع متحف M+، هونغ كونغ. الصورة: وضحى المسلم، بإذن من متاحف قطر، ©2025.

كان لتدريب الدراسات العليا، الذي تلقّاه باي تحت إشراف والتر غروبيوس (1883–1969) في كلية الدراسات العليا للتصميم بجامعة هارفارد، دور محوري في تشكيل رؤيته المعمارية. طوّر غروبيوس، مؤسس مدرسة باوهاوس الألمانية واسعة النفوذ، فلسفة تصميم توحد بين الحِرفة والصناعة. وتميزت مباني باوهاوس بأشكالها المستطيلة البسيطة، والمُنفذة عادةً باستخدام الزجاج، والفولاذ، والخرسانة، لتُقدم لغة معمارية حديثة ومُبسطة خالية من أي مرجعية تاريخية.

ورغم تقدير باي لنهج باوهاوس في العمارة الحديثة؛ إلا أنه استشعر فيه قصوراً فيما يخص قدرته على التعامل مع اختلاف الثقافات، والمناخات، والتواريخ. في نهاية المطاف، جاءت أطروحة باي في مرحلة الدراسات العليا بعنوان "متحف الفن الصيني في شنغهاي" (1946)، كرد نقدي على فلسفة غروبيوس، وهو مجهودٌ نال استحسان غروبيوس شخصياً. وقد شكّل هذا العمل بداية لتعاون لاحق بين الثنائي في تصميم جامعة هوادونغ في شنغهاي.

عن صالات العرض