الكنوز المُهداة إلى متحف: المتحف العربي للفن الحديث

تزخر مقتنيات متحف بالهبات التي تبرز ثراء وألق الفن العربي الحديث والمعاصر، لتعكس بذلك مختلف الأصوات والإرث الإبداعي المتنوع من كافة أنحاء المنطقة.

المشاركة مع صديق

أبرز المختارات من المقتنيات

"كما لو أنني لا أنتمي هناك" للفنانة منيرة الصلح

تعرّف على الواهب
tbc

منيرة الصلح، كما لو أنني لا أنتمي هناك. فيديو، 2006، 12:00 دقيقة، QM.2019.0662.

"كما لو أنني لا أنتمي هناك" هو عمل تركيبي بالفيديو للفنانة اللبنانية الهولندية منيرة الصلح، أُنتج في عام 2006. تُعرف منيرة بأعمالها الفنية الممتدة عبر عدة وسائط والتي غالباً ما تستكشف من خلالها مواضيع تتعلق بقضايا الهجرة والنسوية والهوية.

يروي هذا العمل قصة أربعة فنانين خياليين يقررون التوقف عن ممارسة الفن بلا رجعة ولا ندم. ويعكس هذا النهج الأسلوب الذي دائما ما تتبعه في أعمالها الفنية بالفيديو، حيث تعتمد على السرد الخيالي بدلًا من الأسلوب الوثائقي.

تظهر نصوص مكتوبة على الشاشة بجوار الفنانين، توضح أسباب توقفهم عن ممارسة الفن ووظائفهم الجديدة. وتُظهر مقاطع فيديو إضافية أعمالهم الفنية. تتشارك هذه الشخصيات عقلية المهاجر، ومن قبيل الصدفة، يقدم معظمهم مقاطع فيديو تشبه أعمالًا فنية سبق إنتاجها من قبل.

ويتبيّن للمشاهد تدريجياً أن منيرة الصلح هي من يتقمص أدوار هؤلاء الفنانين الخياليين. فهي تستكشف حالة التغيير والتحول لتتأمل في قضايا الفن، ما يُمكّنها من التعامل مع حالة الشك المستمر التي تعتريها كفنانة.

إلا أن النتيجة، على الرغم من كونها مبنية على نقد (الذات)، ليست بالضرورة سلبية أو هدامة، وهذا التناقض يمثل جانباً محورياً آخر للعمل. تستكشف منيرة مواضيع مماثلة في أعمالها على الأقمشة، حيث تتفكر في الصراعات الفردية والجماعية.

في عام 2007، كان عمل "كما لو أنني لا أنتمي هناك" جزءًا من معرض "فوروورد" في الجناح اللبناني الأول في بينالي البندقية. وبعد ذلك، ضم متحف "فان أبي" في آيندهوفن العمل إلى معرضهم بعنوان "أن تكون هولندياً"، قبل أن يُعرض ضمن المقتنيات الدائمة للمتحف العربي للفن الحديث في الفترة من نوفمبر 2022 إلى يناير 2025.

"خمسة أطفال يلعبون كرة القدم" للفنان ضياء العزاوي

تعرّف على الواهب
tbc

ضياء العزاوي، خمسة أطفال يلعبون كرة القدم، 2015-2016، حبر على ورق مشدود على قماش، QM.2017.1115

صمم الفنان ضياء العزاوي عمله الفني "خمسة أطفال يلعبون كرة القدم" (2015-2016) ليكون رداً مؤثراً وقوياً على معاناة الأطفال في غزة. وقد عُرض العمل ضمن معرض "ضياء العزاوي: معرض استعادي (من 1963 حتى الغد)"، الذي أُقيم بالتزامن في متحف: المتحف العربي للفن الحديث وجاليري متاحف قطر- الرواق (في الفترة من أكتوبر 2016 حتى أبريل 2017).

يُعرف ضياء العزاوي بانخراطه كفنان في القضايا الاجتماعية والسياسية، إذ تتناول أعماله الشأن الإنساني، إلى جانب السياسات والتاريخ في المنطقة، وهي مواضيع لطالما ظلت حاضرة باستمرار في أعماله. يحوّل ضياء في هذا العمل الفني مشهدًا طفولياً بريئاً إلى تعبير جريء عن الحرب والفقدان والظلم. حيث تُجسّد اللوحة في جانبها الأيسر خمسة أشكال تجريدية متحركة. أما على الجانب الأيمن، تظهر ثلاثة أشكال حادة تشبه البنادق ذات الحِراب وهي موجهة نحو أولئك الأطفال. كما توحي الأحذية العسكرية ذات الأربطة بخطر العنف الوشيك.

يستخدم ضياء الألوان القاتمة والأشكال التجريدية للتعبير عن تضامنه مع الشعب الفلسطيني. وتبرز الألوان المستخدمة في العمل الفني وإطاره العام حالة الرعب التي يسببها الصراع. إذ تدعو اللوحة الجمهور إلى تجاوز ظاهر اللعبة والتفكر في عمق المعاناة التي يواجهها السكان في مناطق النزاعات، لا سيما الفئات الأصغر سناً والأكثر ضعفاً.

"المربع السحري المزدوج" للفنان مهدي مطشر

تعرّف على الواهب
tbc

مهدي مطشر، المربع السحري المزدوج، 2023، عمل فني تركيبي بمواد متنوعة وأبعاد متغايرة. QM.2024.5265

عُرض عمل الفنان مهدي مطشر بعنوان "المربع السحري المزدوج" (2023) ضمن معرض "مهدي مطشر: المواجهة عبر الاستبطان"، الذي أُقيم في متحف: المتحف العربي للفن الحديث في الفترة من أكتوبر 2023 إلى فبراير 2024. ويبرز المعرض ارتباط مطشر بالتقاليد الفنية في المنطقة، وطريقته المبتكرة في المضي بها قدماً.

على مدار أكثر من خمسين عامًا، تعمّق في فن التجريد الهندسي. وتتميز أعماله ببنية رياضية قوية، وهي تُجسّد أيضًا ذكريات شخصية مثل ظلال أشجار النخيل، والخطوط المرسومة على الرمال، والزخارف في المساجد.

يستوحي مطشر أعماله من الخط العربي وأنماطه الزخرفية. وعلى الرغم من ذلك، فإن ما يقدمه من فن لا يندرج بسهولة تحت تصنيفات جاهزة مثل المذهب التبسيطي "المينيماليزم" أو الفن البصري "الأوب آرت". بل تتميز أعماله بتفردها، مقدمةً مزيجاً مدروساً يجمع بين الذاكرة والثقافة والهندسة.

"أنوثة" للفنان فريد بلكاهية

تعرّف على الواهب
tbc

فريد بلكاهية، أنوثة، 1979. أصباغ على رقّ مثبت على لوح خشبي، 177 × 114 سم. MAT.2015.12.90

يستخدم فريد بلكاهية في لوحة "أنوثة" (1979) أصباغاً طبيعية على الرقّ المثبت على الخشب، مستكشفاً بذلك قضايا الهوية والذاكرة والتقاليد.

وبصفته فناناً مغربياً من رواد الفن الحديث، يستعين فريد في أعماله بخامات عضوية من بيئته المحلية مثل النحاس والجلد والحناء.

تُجسّد المنحنيات الانسيابية والناعمة، والألوان الترابية في لوحة "أنوثة" مواضيع الأنوثة والتراث وديمومة الثقافة عبر الزمن. حيث يعيد فريد صياغة مفهوم الحداثة عبر الحرف اليدوية المحلية والرموز الروحية، عوضًا عن محاكاة الأساليب الغربية.

أسهم فريد بلكاهية في تأسيس "مجموعة الدار البيضاء" في ستينيات القرن الماضي. وبصفته عضواً في "مدرسة الدار البيضاء للفنون"، فقد أعاد توظيف الحرف التقليدية المغربية وتكييفها في فنه. ويُعدّ عمله الفني "أنوثة" تجسيداً لهذه الرؤية.

سفرة رمضان، جامعة فرجينيا كومونولث كلية فنون التصميم في قطر

تعرّف على الواهب
tbc

خلال شهر رمضان الفضيل، استضاف متحف: المتحف العربي للفن الحديث العمل الفني التركيبي "سفرة رمضان" بالتعاون مع البرنامج التأسيسي في الفنون بجامعة فرجينيا كومونولث كلية فنون التصميم في قطر.

"سفرة رمضان" هو عمل فني تركيبي عُرض في متحف: المتحف العربي للفن الحديث خلال شهر رمضان عام 2024.

صمم هذا العمل 40 طالباً وطالبة من تخصص الفنون والتصميم في السنة الأولى بجامعة فرجينيا كومنولث في قطر. حيث قدّم كل طالب طبقاً واحداً لإفطارٍ صُنع بالكامل من الورق، مُشكلين بذلك وليمة فاخرة من تلك الأطباق.

يُعد هذا العمل الفني تتويجاً ختامياً لمشروعٍ دراسيٍّ في استوديوهات بحوث السطح والفضاء ضمن البرنامج التأسيسي في الفنون بجامعة فرجينيا كومنولث في قطر. وهو يمثّل استكشافًا للمواد والخامات، ويسلط الضوء على فكرة أن مجموعة من الإبداعات الفردية يمكن أن تشكل كلاً متماسكاً أعظم من أجزائه المنفردة.